السابع والأربعون

1.5K 241 199
                                    

بقيت "ميليسا" تحدق في وجه "دورندا" دون أن تتلفظ بكلمة وتفهمت هذه الأخيرة رد فعل صديقتها فبقيت صامتة لتمنح "ميليسا" الوقت الكافي لتعي ما سمعته حتى تخلت عن صدمتها لتتساءل بذهول:

- أنتِ واقعة في حب "جاري باركر"؟!!!!..... حتى وأنتِ من يسمعني الخبر أكاد لا أصدقه.

أطلقت "دورندا" تنهيدة عميقة وهي تقول بتعابير بعيدة كل البعد عن السعادة والحماس:

- لم أكن أرغب في هذا الحب، بل خشيته وبشدة لدرجة أنني رفضت الإفصاح عنه حتى لك أنت كي يبقى مدفوناً وكأنه لم يكن... لكنني لم أستطع تجاهله.

- بسبب تلك الأسطر؟!!!

كانت نبرة "ميليسا" تحمل تعجباً عظيماً إلا أن "دورندا" هزت رأسها نافية وهي تقول:

- تلك الاعترافات لم تكن السبب المباشر لوقوعي في حبه، لكن بالطبع كان لها الدور الأساسي.

وحررت تنهيدة أخرى مهمومة وهي توضح:

- تلك الخواطر والأشعار جعلتني أنظر إليه بطريقة أخرى، كشفت لي جانبه العاطفي الذي لم أتوقع وجوده إطلاقاً. ومع فشل علاقتي ب"تشارلز" بدأت أتفهم موقف "جاري" من الأمر، فحتى وإن كان يتجاوز حدوده في التدخل بشؤوني الخاصة، ويفرض سلطته بشكلٍ تحكمي فقد كان يفعلها بسبب مشاعره نحوي؛ وهذا –بطريقة ما- امتص الكثير من حقدي عليه.

عندما التزمت "ميليسا" الصمت تابعت "دورندا" بنفس النبرة

- شعوري الطبيعي بالنفور منه وكره تدخلاته المستفزة ولد لدي رغبة شديدة في إقصائه عن حياتنا... لكن بعد معرفتي لحقيقة مشاعره نحوي لم يعد النفور موجوداً، ومع تواجده المستمر برفقتنا باتت فرص التقارب أكثر، فأصبحنا نقضي الوقت بشكل ودي بالساعات، ونتحدث في الكثير من الأمور دون أن ينتهي لقاؤنا بالخصام والمشاحنات التي كانت تختم كل لقاء بيننا في السابق... تغير الكثير في علاقتنا، ووجدت نفسي متعلقة به، واعترافاته تأبى مفارقتي، وقد أصبحت أسترجعها بطريقة مختلفة تماماً.. باتت ترسم ابتسامة رضا ونشوة على شفتي، وتحدث في قلبي وخزاً خالياً من القلق والنفور.. يمنحني شعوراً لم أتصور للحظة أنني قد أشعره نحو هذا الرجل بالذات. وهذا بالتأكيد حب لا شك فيه.

- لا أتعجب حبك ل" جاري"بما أنك منحت نفسك فرصة التعامل معه دون كره أو نفور، لكنك تعين جيداً رأي شقيقك في أمرٍ كهذا.

- بالطبع أعلم موقف "هوارد" وواثقة من رد فعله.. لكن مشكلتي ليس في شقيقي، بل في "جاري" نفسه.

وواجهت نظرات "ميليسا" مؤكدة بحيرة مغتاظة:

- رغم كل تلك الكلمات التي شهدتها بعيني، إلا أنني لستُ واثقة إن كان يعنيها بالفعل، أم أنها مجرد أوهام خطها بسبب وحدته

- وهل يعقل هذا؟!!!

كانت "ميليسا" تتحدث برفض أكيد فهزت "دورندا" رأسها بإحباط وتيه لتقول:

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن