جلوسترشير.. مكتملة

الفصل العاشر

انضم "جايسون" إلى "باتريشيا" في الصالونِ الرئيسي في الطابق السفلي للقصر، فأسرعت تتساءل بلهفة:

- ما الذي حدث؟

- ما أردتِه تماماً. ستكون "مونيكا بارينغ" رفيقتي في الحفل.

أطلقت صيحة قصيرة مبتهجة قبل أن تؤكدَ بامتنان:

- "جاي" العزيز.. أنت رائعٌ بالفعل.

احتل الأريكة الواقعة على يسارها لينظر إليها مؤكِّداً:

- هذا الأمر سيغضبُ "ماركي" كثيراً، لكنني قبلت باقتراحك لأننا مدينون لها باعتذارٍ عما تعرَّضت له في منزله.

- كان من المفترضِ ان يعتذر هو عن تصرفه ذاك، ويقدِّم تعويضاً مناسباً.

- لا تثيري معه هذا الأمر بتاتاً. لقد قدَّمت أنا هذا التعويض، ولم يعد ملزماً بشيء نحوها.. لذا سنغلق هذا الأمر نهائياً.

اكتفت بهز رأسها موافقة، ثم أعلنت برضا عظيم:

- أستطيع الآن الشعورَ بالارتياح إذ قبلت "مونيكا" حضورَ الحفل.. كنتُ أخشى أن تعود خائباً.

رفع "جايسون" حاجبيه باستهجان عظيمٍ ليقول معترضاً:

- هل عهدتني خاسراً من قبل!!

نظرت إلى عينيه الفيروزيتين باستنكار.. إلَّا أنَّها لم تؤثِّر على تلك الثقة التي اكتست ملامحه الرافضة، فأكَّدت بتحذيرٍ:

- ستخسر يوماً ما أيها الماركيز؛ فلا أحد يكسبُ دائماً.

تمتم ببساطةٍ بينما ابتسامته المميزة تزيِّن طرف شفتيه:

- أنا لا أخسرُ إلا بإرادتي.. وإن خسرت يوماً فهذا يعني أنني لم أحارب للفوز، أما إن أردتُ شيئاً فلن أسمح بخسارته مهما كان الثمن.

- لا تثق بقدراتك كثيراً؛ فأحياناً لا يقتصرُ الربح والخسارة على مدى رغبتنا، بل هناك عوائق لا حيلة لنا بمواجهتها.

- بقدرِ ثقتك بما تريدين، وثقتك بقدرتك على نيله يكون الربح. وبالنسبة لقاموس "جايسون لاسيليز" فلا يوجد كلمة خسارة.

هزَّت رأسها برفضٍ شديدٍ وهي تحدِّق في قسماته؛ التي تجلَّت عليها الأنفة الارستقراطية بوضوحٍ:

- عزيزي.. لا تصدِّق كل ما تقرأ.. هؤلاء الفلاسفة الذين تعكف على قراءة كتبهم، وتتبنى أفكارهم، وتصدِّق أقوالهم هم أول من عانى من الفشل والإحباط. عاشوا حياةً واقعيةً، وسطَّروا لكم المستحيل لتعيشوا على أملٍ تحقيقه.

التمعت عينا "جايسون" بنظرةٍ متفاجئةٍ وهو يقول بنبرةٍ صادقةٍ يغلِّفها استحسانٌ واضحٌ:

- يا إلهي.. ها قد أصبحتِ واحدةً منهم.. تملكين فكراً خاصاً، وتحاولين إثبات صحته بفلسفةٍ رافضةٍ أثارت اهتمامي.