الفصل الثالث والثلاثون

1.6K 239 231
                                    


عاد "مارك" برفقةِ "جايسون" إلى قصرِ هذا الأخير بعد جولةٍ طويلةٍ على ظهرِ الخيلِ. كان الشفق يتلوَّن بألوان الغروبِ الدافئةِ. ومع رحيلِ تلك الإشعاعات النارية، كان البردُ القارصُ يزدادُ سطوةً، ويرغمٌ الجميع على اللجوء إلى منازلهم حتى بداية نهارٍ جديدٍ. ورغم أنَّ "مارك" رغب في الهروب إلى منزله قبل أن يجثم الظلام على الطرقات إلَّا أنَّ "جايسون" أصر على إبقائه قليلاً إذ أن جدته و"باتريشيا" لم يكونا في القصر.

اكتفى كلاهما بالتخلُّص من معاطفهما الثقيلة مبقيان على الجاكيت رغم جلوسهما قرب المدفأة الضخمة في الصالون الرئيسي.

وضعت الخادمُة صينيةَ الشاي، و قامت بملأ كوبيهما بينما كانت "جوزيت" تخبر "جايسون":

- لقد وصلتك رسالةٌ من "لندن" سيِّدي.

خلع "جايسون" قفازه وهو يطالبها بإحضارها، إلا أنَّ "جوزيت" وضَّحت:

- أمرتُ "ساشا" بتركها في حجرتك، لكنَّني سآمرها بإحضارها لك حالاً.

ثم ابتعدتُ وهي تشيرُ للخادمِة لتتبعها.

بعد حوار قصير يتعلق بجولتهما، نظر "مارك" إلى "جايسون" قائلاً بامتعاضٍ عظيمٍ:

- لا أستطيع استيعابَ أمرِ قراركم المفاجئ للسفرِ إلى "اسكتلندا"!!

رشف "جايسون" قليلاً من شرابه الساخن قبل أن يقول باسماً:

- هذه أوامر الليدي "جيسيكا"، ولا يمكن مراجعتها.

- لكن لم يمر يومان على عودتكم من "لندن" حتى تغادرون ثانية.

- أعلمُ أن الريفَ سيبدو موحشاً بغيابنا.

تجاهل "مارك" عبث صديقه ليتساءل بعبوس:

- ما الداعي لبقائكم هناك طوال الشتاء، أليست مدة طويلة للغاية؟

وضع "جايسون" كوبه على الطاولة بينهما وهو يوضح:

- لا، نحن لم نرَ جدي منذ العيد الماضي. ولا تنسى أنه لم يستطع التواجد معنا هذا العيد بسبب صحته المتدهورة، ومن الطبيعي أن تفضِّل جدتي البقاء برفقة شقيقها أطول فترة ممكنة للاطمئنان عليه.

- هل سترافقكما "باتي"؟

- بالتأكيد، فهي لم ترافق والديها عندما سافرا إلى "اسكتلندا" في الصيف.

أطبق "مارك" على شفتيه بصمتٍ قبل أن يرفع كوبه عن الطاولةِ فقال "جايسون" بابتسامةٍ مشاكسةٍ:

- أتساءل كيف ستتمكن من البقاءِ بعيداً عنَّا طوال هذه المدة؟!

ارتسمت ابتسامةٌ خبيثةٌ على شفتي "مارك" وهو يسترخي في جلسته مؤكِّداً بنظرةٍ عابثةٍ:

- لا تقلق علي. سأبحث عن تسليةٍ مناسبةٍ في غيابكما.

- لا أشك أبداً في قدراتك.

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن