الثامن والستون

1.7K 248 311
                                    

مع شروق شمس الخريف كان كل من يرغب في الخروج للمشاركة في حدث الصيد الممتع على أهبة الاستعداد للتوجه نحو البراري المحيطة بغابة "دين".

انتشرت العربات هنا وهناك، وتوزع الجميع على بقاعٍ مختلفةٍ، برفقة كلابهم وبنادقهم وخدمهم المنشغلين بنصب الخيام، وترتيب الأمتعة. بينما انشغل السيدات بتجمعاتهن الخاصة لتبادل التحيات والأخبار ، وقد أضفين بحضورهن المبهج وأناقتهن لمسةً خاصةً على ذلك الجمع المفعم بنباح الكلاب وصوت الطلقات.

كان "جايسون" يتبادل الحديث برفقة "روبرت برانكومير" و"تشارلز كيتينج" عندما اقترب منهم "مارك" هاتفاً لصديقه الأقرب:

- لقد استقروا أعلى التل.

أعاد "روبرت" اهتمامه إلى "جايسون" متسائلاً:

- ألن تبقوا هنا؟

- "رونان" يتوقع منا التخييم برفقة عائلته.

- حسناً، سنلتقي أثناء المطاردة.

وغمز له بطرفِ عينيه فمنحه "جايسون" ابتسامةً وضاءةً وهو يؤكِّد ذلك بحماسٍ. وبينما كان يبتعد نحو خيله برفقة "تشارلز" و"مارك" مرُّوا بالقرب من فتى في الرابعة عشر يحمل بندقيةً بدا أنَّه أنهى فحصها للتو، فهتف به "مارك" بمرحٍ:

- هل أنتَ خارجٌ للصيد يا "بيتر"؟!! أليس من الأفضل مشاركة أصدقائك في لعب الكرة، أو منافستهم في لعبة "الهوب" والعصا"؟

أسند الفتى البندقية بجواره ليضع كفَّه اليسرى على خصره وهو يمنح "مارك" نظرةً متحديةً مؤكِّداً:

- الصيد يناسبني أكثر، وسأحظى بطرائدي الخاصة.

استمر "جايسون" في سيره وهو يراقب الفتى بابتسامته الهادئة دون تدخل على حين تساءل "مارك":

- هل ستستطيع حملها؟ تبدو ثقيلةً بالنسبة لك!!

إلا أنَّ "تشارلز" تدخَّل سريعاً ليهتف للفتى بتشجيع:

- بالتأكيد ستحظى بفرائسٍ عديدةٍ أيها الشجاع، سنلتقي هناك.

ثم دفع "مارك" ضاحكاً ليلحقا ب"جايسون" الذي نظر نحو صديقه المقرب معاتباً:

- ألن تكف عن مضايقته؟

اكتفى "مارك" بالضحك برضا بينما كان "تشارلز" يشاركه عبثه متسائلاً:

- هل رأيتِ كيف بدت ملامحه ما إن رآك؟

امتطى "جايسون" خيله لينظر إليهما باسماً، ووجه حديثه إلى "مارك":

- لا يستحق استخفافك به، فهو ماهرٌ بالفعل، ويستحق الثناء.

- وأنا معجبٌ به للغاية، لذا أحب مشاكسته.

عادت ضحكات "تشارلز" للارتفاع ثم نظر إلى "مارك" قائلاً:

- من الجيد أنَّك لم تفقد روحك المرحة بعد الزواج، فهناك من تغيَّر كثيراً بعد ارتباطه.

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن