الثامن والسبعون

1.6K 221 251
                                    

قبل أن يُتِم "كارل" إيقاف العربة في الساحة الخلفية لقصرِ آل"لاسيليز" كانت "ساشا" قد فتحت بابها لتسرع بالخروج منها مهرولةً نحو مبنى القصر بينما قلبها يطرقُ هلعاً، والجزع الشديد يستوطن كل خلجةٍ من خلجاتها.

لم تعرج على قسمِ الخدم أو المطبخِ متجهةً مباشرةً إلى الجزء الذي تبقى فيه جدتها في مثلِ هذا الوقت من الظهيرة.

التقت ب"جين" التي هتفت بدهشةٍ لم تخلُ من السعادة:

- "ساشا"؟!!!

أسرعت لتضمَّ صديقتها التي أنهت عناقهما بسرعةٍ لتنظر إلى وجه "جين" متسائلةً بصوتٍ مرتعشٍ:

- هل أصيب اللورد بالوباء؟!

تسلَّل الأسفُ إلى تعابيرِ "جين" واختفت ابتسامتها لتؤكِّد الخبر وهي تتحاشى النظر إلى وجه "ساشا" المرتعب. على حين أطلقت هذه الأخيرة آهةً ملتاعةً بينما أناملها تقبضُ على ذراعي "جين"، وقد غزا الوهن أطرافها.

أسندتها "جين" وهي تطالب صديقتها بالتماسك باضطرابٍ فزعٍ. على حين ارتفع صوت "جوزيت" التي ظهرت عند طرفِ الممرِ؛ مسرعة الخطى نحو الفتاتين هاتفةً بإسم حفيدتها غير مصدقة ما تراه عيناها.

- "ساشا"!! ما الذي أتى بك إلى هنا؟!!!

اتجهت "ساشا" نحوها متسائلةً بوجهٍ ممتقعٍ، وكلماتٍ متهدجة:

- جدتي، هل حقاً أنَّ اللورد مريض؟!!!

- وما شأنكِ أنتِ؟!!

أجابت "ساشا" غير مباليةٍ بموقف جدتها:

- أتيتُ للاطمئنان على اللورد.

أطبقت كفُّ "جوزيت" على ذراع حفيدتها لتسحبها بحزمٍ مؤكدةً على كلماتها:

- وها قد علمتِ بمرضه، وستعودين فوراً من حيث أتيتِ.

فشلت "ساشا" في تخليص ذراعها من قبضة جدتها، لكنها أرغمت ساقيها على التوقف عن مجاراة خطوات "جوزيت" الغاضبة، فالتفتت هذهِ الأخيرة إلى "ساشا" لتترك ساعدها وهي تزجرها:

- ما الذي تريدينه؟

- سأبقى برفقة اللورد، وسأقوم بالعناية به أثناء مرضه.

شهقت "جين" باعتراضٍ على حين واجهت "جوزيت" عيني حفيدتها الجادتين مؤكِّدةً:

- لقد جننتِ بالتأكيد. هيَّا فلتغادري....

إلا أنَّ "ساشا" تراجعت خطوةً إلى الوراء متفاديةً قبضة جدتها التي نظرت إلى وجهها مهددةً:

- "ساشا"، إن لم تغادري القصر حالاً، فسترغمينني على طردك بأقسى الطرق.

أطبقت "ساشا" على شفتيها المرتعشتين وتحكَّمت بدموعها لتبدو ثابتةً حازمةً أمام جدتها وهي تعلن بتحدٍ:

- لا أعتقد أنَّ الليدي "جيسيكا" ستأمر بطردي إن علمت أنَّني على استعدادٍ لملازمة حفيدها أثناء مرضه.

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن