مرَّر "جايسون" أطرافَ أنامله فوق شفتي "ساشا" بينما عيناه ترقبان رؤية تلك النظرة الخانعة في عينيها اللتين فتحتهما ببطء، ومذاق قبلته لا يزال فوق شفتيها.
- لطالما كرهتُ الطبقية، ورفضتها بكلِ أشكالها. تزعجني بأبسطِ صورها المتمثلة بالألقابِ التي تُفرض على من حولنا. كوننا أسياد وننتظر الخنوع ممن حولنا.
بقيت نبضاتها تطرق على نغمِ نبرته العميقة وهو يردف:
- لكن كلمة "سيِّدي" من بين شفتيك أنتِ ترضي كبريائي، وتغوي رجولتي، وتزلزل مقاومتي.... أحبُ ارتعاشَ حروفها بصوتكِ العذب.
لامس جبينه جبينها، وهمسه يجرِّدها مما تبقى لها من وعي.
- كم يرضيني رهنُ إرادتك، ومصادرةُ خياراتك.. أنتِ دون غيرك من النساء.
احتضنت كفُّه جانب وجهها ليغرق في سحرِ عينيها مؤكِّداً:
- لطالما أنفت ضعفَ المرأة و خنوعها، وجذبتني القوية صعبة المراس... لتأتي أنتِ وتغيِّري قناعاتي، لترضخينني لهذا الاستسلام الذي يفجِّرُ أنوثتك بين يدي.كانت ذراعه تحيط وسطها بينما كفُّه المعتقلة لخصلاتها تنعم بالاستيطان هناك.
- من الجنونِ إعتاقك..
أطلقت "ساشا" آهةً يخنقها الأنين وهي تنتشل روحها المعذَّبة من تلك الذكرى المؤلمة.
ها قد أعتقها.. حرَّرها من أسره.. طردها من حياته.
حتى كلمة "سيِّدي" أصبحت تحرق روحها وتكويها بنيرانِ الشوق؛ الذي تجاهد لإخماده. لقد خلَّف لها ذكرياتٍ تصعِّب عليها الحياة، وقد اعتقدت بحمقٍ أن أوقاتها معه ستكون معيناً تنهل منه عندما يحين وقتَ الابتعاد.
أطلقت آهةً أخرى وهي تمسح عينيها ببؤسٍ موبخةً نفسها على تصرُّفها الوقح معه.. لقد استحقَّت تعنيفَ زوجته.. ما كان ينبغي عليها التعامل معه باستهتارٍ؛ وإن لم تتعمد ذلك، فهو لا يستحق أن تقلِّلَ من احترامه خاصةً أمام الآخرين.
رغم خطئها، عاملها بتفهمه المعتاد ولطفه الذي يصعِّب عليها كراهيته.. أطلقت تنهيدةً عميقةً عاليةً؛ فشلت في التخفيف من حملها المؤزر. أحاطت ساقيها المطبقتين على صدرها لتحدِّق في الجدار المواجه لفراشها، غارقة في شرودها وذكرياتها الموجعة.
**************
غزلت الشمسُ أشعتها الذهبية لتنشر ردائها الدافئ على الطبيعة الساحرة، محفِّزةً طير السماء على التحليق بابتهاجٍ مطلقاً تغريده الشجي وهو يتأرجح فوق الأغصان المتمايلة بفعل النسمات الربيعية المنعشة.
أنهت "ميليسا" تنسيقَ الأزهار داخل آنيةٍ ملونةٍ لتضعها وسط الطاولة التي جُهِّزت لاستقبال صديقاتها في حديقةِ المنزل.
التفتت نحو "مارك" الخارج من المنزل لتمنحه ابتسامةً مشرقةً وهي تتساءل عن وجهته.
وضع قبعته السوداء على رأسه موضِّحاً بملامحٍ باسمةٍ:
![](https://img.wattpad.com/cover/266240790-288-k106990.jpg)
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...