الثامن والخمسون

1.6K 231 426
                                    

عرض "مارك" على "رونان" مرافقته إلى قصر آل"لاسيليز" فرحَّب هذا الأخير بالاقتراح بحماسةٍ؛ خاصةً بوجود "باتريشيا".

لم تبقَ "جيسيكا" -كعادتها- برفقة الشباب بعد العشاء، مفضِّلةً الصعود إلى حجرتها. بينما بقي الآخرون في إحدى المجالس القريبة من مدخل القصر.

جلست "بياتريس" على يسار زوجها داخل الأريكة الطويلة التي يتشاركها برفقة "مارك ؛ الجالس على يمينه. ورغم أنَّ المقعد الأقرب لهذا الأخير خالياً إلا أنَّ "باتريشيا" اختارت الجلوس بجوار "رونان"، فضحك هذا الأخير ليقول مازحاً:

- لأول مرة أرى "باتريشيا" تختار مقعداً بعيداً عن "مارك بلير".

ونظر إليها مردفاً:

- اعتدتُّ على ترك مقعداً خالياً بجوارهِ من أجلك حتى لا أستمع إلى توبيخك.

نجحت "باتريشيا" في رسم ابتسامةٍ بسيطةٍ على شفتيها موضِّحةً:

- لا بأس، لم تعد مضطراً لفعلها، فلم يعد ذلك المقعد من حقِّي.

- بالفعل.. أنتِ محقة، لكن الوضع يبدو غريباً عليَّ حقاً.

احتفظت "باتريشيا" بابتسامتها وهي تأمر "إميلي" بالاقتراب لتقديم القهوة، على حين اكتفى "مارك" برسم ابتسامةٍ صغيرةٍ على شفتيه دون تعليق.

- وهل كان لزوجي فتاةً تحرص على مرافقته قبل ارتباطي به؟

ضحك الشابان على سؤال "بياتريس" الجاد. بينما اتسعت ابتسامة "باتريشيا" وهي تنظر إلى "رونان" الذي أكَّد بلهجةٍ ذات مغزى:

- مطلقاً. لم يكن من الممكن أن تلازم زوجك فتاةٌ خاصةٌ.

ارتسمت ابتسامةٌ هادئةٌ على شفتي "جايسون" وهو يراقب "رونان" الجالس أمامه بنظراتٍ خاصةٍ وهو يفهم ما يرمي إليه، إلا أنَّ الفضول لمع في عيني "بياتريس" وقد شعرت أنَّ حديث "رونان" يحمل معنى خفياً خلف كلماته. لكن التوضيح أتى على لسان "مارك" الذي أكَّد دون تردد:

- اللورد "جايسون لاسيليز" كان مضطراً لمجاملة الكثير من الفتيات، لذا لم يكن باستطاعته تكرار الرفيقة ذاتها لأكثر من مرتين خلال المناسبات.

بدت اللا مبالاة على ملامح "بياتريس" الجذَّابة لتؤكِّد بثقةٍ:

- هذا يؤكِّد أنَّ جميعهن فشلن بإثارة اهتمامه بهن، وامتلاك قلبه.

أطلقت "باتريشيا" ضحكةً عذبةً قبل أن تنظر إلى "رونان" و"مارك" بشماتةٍ قائلةً:

- لا يمكنكما النيل من ابن عمي، فقد أحسن اختيار زوجةٍ تثق بنفسها جيداً قبل أن تثق به.

وعادت ضحكاتها الناعمة لتخالط كلماتها الأخيرة وقد تم التسليم بالأمر.

مرَّت لحظاتٌ قبل أن يقول "رونان" و هو يدخل كفَّه في جيب جاكيته القاتم:

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن