وصلت رسالةٌ إلى قصر آل"لاسيليز" مساءَ الأمسِ من السيد "ادموند لاسيليز"؛ والد "باتريشيا" يخبر بها والدته الماركيزة عن قدومه إلى "جلوسترشير" برفقة أسرته. على إثر تلك الرسالة قررت "جيسيكا" اقامة حفل شاي مميز يليق باستقبال ابنها؛ الذي مضى وقتٌ طويلٌ على آخر زيارة له إلى الريف.
وبدأت التجهيزاتُ في أرجاءِ القصرِ منذ بزوغ فجرِ اليومٍ الجديد.
اتجهت "جوزيت" نحو حفيدتها التي بقيت تحدِّق في طبق للتقديم غُطِّي قاعه بالزجاج المصقول.
- ما بك يا فتاة؟!!! هل ستقضين اليوم بالتحديق في نفسك؟!!! هيا انهضي.
إلا أن "ساشا" لم تبعد عينيها عن الطبق وهي تتساءل باهتمام:
- ما هو لون عيني؟
منحتها "جوزيت" نظرةً مندهشةً قبل أن توجِّه اهتمامها إلى صينية الكعك الذي وضعته إحدى الخادمات أمامها على الطاولة الخشبية الضخمة التي تتوسط مطبخ آل "لاسيليز"، وأمرت "جوزيت" الخادمة بينما كانت تختبر نضج الكعك:
- جهِّزي طبقة السكر، وقمن بخبز المزيد.
هزَّت الخادمة رأسها بطاعةٍ قبل أن تبتعد بينما أعادت "جوزيت" عينيها إلى حفيدتها الباقية على الطرف الآخر من الطاولة - والطبق بين كفيها - لتتوسل جدتها:
- رجاءً "جوزيت".
أشارت "جوزيت" للخادمة التي بقيت في انتظار إشارتها بينما كانت تحمل مناديل من القماش الأبيض الفاخر -مزيَّنةً بالدانتيل- وبدأت بتفحصها وهي تجيب حفيدتها:
- لا أعلم.. ربما رمادية، ما أدراني بهما.
ووجهت اهتمامها إلى الخادمة آمرةً إياها بتوفيرِ عددٍ كافٍ من المناديل يفوق عدد المدعوين. على حين امتعضت ملامح "ساشا" وجواب جدتها يثير دهشتها.. إلا أنها لم تعد إلى الطبق في كفها لتسرع نحو "ماريا" المنشغلة في فرد العجين على طاولةٍ أخرى من المطبخ الواسع:
- "ماريا".. ما لون عيني؟
لم تلتفت إليها الخادمة وهي تستمر في عملها متسائلةً بتعجبٍ:
- لمَ تهتمين فجأةً بمعرفة لونهما؟!!!
منعت "ساشا" تلك الابتسامة التي غمرت قلبها من التسلُّل إلى شفتيها العذبتين، ولم تجب على سؤال "ماريا" لتوجِّه اهتمامها نحو صديقتها "جين" التي اقتربت منها، وبين ذراعيها أغطيةٌ بيضاء مطوية بترتيبٍ فوق بعضها البعض لتلجأ إلى "ساشا" قائلة:
- هيَّا "ساشا"، لتساعديني في تجهيز هذه الأغطية.
فأطبقت "ساشا" على شفتيها بامتعاضٍ قبل ان تمدَّ ذراعيها إلى صديقتها لتخفِّف من حملها.. إلا أنَّها انتهزت فرصة وقوفها أمامها لتنظر إلى عيني "جين" متسائلةً عن لون عينيها. عقدت "جين" حاجبيها متعجبةً إلا أنَّها لم تتجاهلها كما فعلت الأخريات ونظرت إلى عيني "ساشا" باهتمام لتتمتم بعدها بتردد:
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...