أصرَّ "هوارد" على شقيقتيه مرافقته إلى لندن، وعزت "دورندا" ذلك إلى رغبته في إبقائهما بعيداً عن "ميليسا" خلال حفل خطوبتها
بقي طوال الطريق يضعُ الخطط لبقائهما هناك لأيام. ووعدهما بالقيام بنزهة في إحدى حدائق لندن الرائعة، وزيارة المكان الذي يرغبان فيه، أو يشتاقان لرؤيته؛ مما اعتاد والدهما اصطحابهم إليه أثناء تواجدهم معه في هناك.
كان اهتمام "هوارد" يدعو للامتنان. وأبدت "آن ماري" تفاعلاً يرضيه بينما بقيت "دورندا" متحفِّظةً.. فبالإضافة إلى حرمانهما من حضور حفل خطوبة "ميليسا"، كاد القلق يقتلها من أن تكون هذه الزيارة بداية تنفيذه لقرار الانتقال من "جلوسترشير".
دلفا إلى المنزل ذو البهو الصغير، وقد استقرت طاولة صغيرة من الخشب على الجهة اليسرى من الباب تعلوها مرآةً أنيقةً . وفي آخر البهو على اليمين تستقر السلالم الخشبية نحو الدور العلوي، وعلى اليسار مدخلٌ نحو المطبخ و باقي المرافق .. بينما يقع باب الحجرة الرئيسية على بعد خطوتين من الطاولة الخشبية القابعة على يسار المدخل الرئيسي للمنزل. كان منزل متواضع المساحة و الأثاث، إلا انه مترف بالذكريات الرائعة.
علَّق "هوارد" قبعته على المشذب يمين الباب وهو يقترح عليهما الخروج إلى الحديقة بينما فضَّلت الفتاتان إبقاء قبعتيهما.
كانت حديقةً جميلة بمساحة معقولة .. تحفُّ الأشجار العالية الجانب الأيمن من السور الخشبي العالي .. وأشار "هوارد" إلى المنزل البارز خلف الجانب الأيسر من السور موضِّحاً:
- انتقلت أسرة المهندس"مارك والتر" من هنا. و ملك المنزل قاضٍ يدعى "جيم ولسون" لديه ابنةً في عمركما تدعى "ليندا"، و أعتقد أنَّكما ستكوِّنان صداقةً جيدةً معها.
ابتسمت "آن ماري" برضا على حين أمالت "دورندا" طرف شفتيها بامتعاضٍ وهي تقلِّب عينيها في أعلى ذلك المنزل الكبير دون تعليقٍ.. لم تكن مضطرةً لتزييف تعابيرها أو التحفُّظ بشأنها؛ إذ أنَّ قبعتها كانت تحجب وجهها عن نظرات شقيقها.. وحدَّثت نفسها أنَّ إغراءاته لتزيين الحياة هنا لن تفلح معها أبداً.
لم يكن هناك مدبرة مستقرة داخل المنزل، بل سيدة تتردد على المنزل أثناء وجود "هوارد" لقضاء احتياجاته؛ إذ صُرف الخدم الذين عملوا في حياة والده، بسبب الأزمة المالية عقب وفاته؛ والتي أغرقت الأسرة في الديون. ولولا كفاح "هوارد" وفطنته لما كانوا بهذا الوضع المستقر الآن..رغم عدم تسديد ديون والده بالكامل حتى اللحظة.
بعد ساعاتٍ.. ظهرت فتاةٌ عند باب منزلهما برفقة فتى بدا كخادم، كان يحمل معه طبقاً من الحلوى.
بدا التساؤل على وجه "آن ماري" التي بقيت واقفةً عند باب الحجرة الرئيسية تنظر إلى باب المنزل المفتوح وقد تنحَّت الخادمة جانباً لتسمح لسيدتها "دورندا" باستقبال تلك الزائرة الغريبة.
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Storie d'amoreدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...