الفصل الرابع عشر

1.9K 244 344
                                    

انبثق ضوء الفجر الساحر، وتهادت خيوطه اللامعة تشقُّ طريقها بخيلاءٍ مجيدٍ لتزيِّن ذلك الفضاء الواسع؛ الذي خلا من السحب تماماً.

أصدر قلبُ "ساشا" خفقةً قويةً وهي تصادفُ سيدها اللورد في الممرِ الذي يضمُ أجنحة النوم. أسرعت تخفض بصرها إلى السجاد السائرة فوقه برفقة "جين"، وضمَّت الملاءات بين ذراعيها بتوترٍ بينما كان يتجاوزهما متجهاً نحو جناح الليدي.

التفتت "ساشا" خلفها لتتأكد من ابتعاده قبل أن تعيدَ نظراتها إلى رفيقتها متسائلةً بقلق:

- هل نظرَ اللورد نحوي بغضب؟

أمالت "جين" طرفَ شفتيها لتتمتم ساخرةً دون ان تتوقف عن السير أو تلتفت نحو محدِّثتها:

- اللورد لا يؤذي عينيه بالنظرِ إلينا يا عزيزتي.

وتوقَّفت عند أحد الأبواب لتدير مقبضه وهي تنظر إلى ملامحِ "ساشا" المضطربة:

- لن يضيع عليك نظرةً وإن كانت غاضبة.

ثم رفعت حاجبيها قليلاً بينما كانت تدلف الحجرة مردفة:

- ربما ستتلقين عقاباً في أي لحظةٍ فاستعدي لذلك.

- لكن جدتي أكَّدت أنه لن يفعل.

نظرت "جين" إلى وجه "ساشا" التي أردفت بثقة:

- هي تعرفه جيداً، ودائماً ما تردد انه شخص رائع وطيب القلب.

لاح الترددُ على ملامحِ "جين" قبل أن تقول:

- في الحقيقة لم يسبق أن تصرفَ بقسوة نحو أي منا... لكن أيضاً لا أعتقد أننا قد أرغمناه على ذلك.

قالت "جين" كلماتها الأخيرة بنبرة ذات مغزى وهي تبعد الملاءات من بين ذراعي "ساشا" لتتجه نحو إحدى الخزانات العالية المصممة داخل جدران الحجرة.

تبعتها "ساشا" وهي تزجرها بصوتها العذب المنزعج:

- لماذا لم تحذرِّينني مما قد يحدث؟!

- لم أتصور أن الليدي قد تسألك.

وما إن وقفت "جين" أمام أبواب الخزانة حتى عادت لتواجه نظرات "ساشا"؛ وقد أضفى قلقها لمعةً جذَّابةً على عينيها.

- فلتعي جيداً أنكِ هنا لا تسمعي، ولا تري، وبالتالي لا تتكلمي.. إن كان هناك أمرٌ لابد أن يصلَ إلى الليدي فسيكون من خلالِ "جوزيت" فقط. إن لم تتحدث جدتك فهذا يعني أن على الجميع البقاء صامتاً.. هل فهمتِ الآن؟

هزَّت "ساشا" رأسها ببطءٍ بينما الاستياء يظللُ ملامحها الناعمة' فقالت "جين" بنبرة حازمة:

- حسناً، فلتفتحي الخزانة، وكفي عن الثرثرة.

أطاعتها "ساشا" صامتة، ولم تعد لإثارة الأمر.. لكن الضيق رافقها طوال الوقت.

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن