2

222 18 0
                                    


إبتسم لي بخفة ليسأل عن جيجي، أخبرته أنها قد خرجت قبل قليل، ليقول أنه سينتظرها، لم يكن بيدي حيلة غير إدخاله ريثما تعود جيجي

فتحت له الباب و التفتت متجهة نحو الأريكة لأجلس أمام التلفاز، فسيبدأ فيلم الكرتون المفضل لدي Moana

و بينما كنت أركز على تفاصيل لقطات فيلمي، سمعت صوتا شتت تركيزي، إنه صوت الفتى الذي ينتظر جيجي، لقد نسيت أمره تماما

-" ما إسمك ؟ " قال بصوته ذو البحة

-" إيميلي، ماذا عنك ؟ "

-" هاري "

ساد الصمت بيننا فأنا سيئة في ما يتعلق بتكوين الصداقات، ليردف

-" سررت بمعرفتك "

و كل ما تمكنت من قوله هو

-" شكرا "

أعدت نظري لشاشة التلفاز، لأسمعه يتمتم

" طفلة "

تظاهرت بعدم سماعه فهو شاب غريب و موجود معي في غرفة السكن الجامعي و بمفردنا، أمر مخيف فماذا لو تحرش بي ؟! لذا لزمت الصمت إلى أن تعود جيجي

#Harry

" يا لها من غريبة أطوار " تمتمت و أنا أنظر إلى تلك الشابة أمامي، و التي تتابع فيلم الكرتون بتركيز بالغ، فتبتسم تارة و تعقد حاجبيها تارة أخرى، إذن فهي شريكة جيجي في السكن

جيجي هي صديقة طفولتي، و حبيبة أقربي أصدقائي " زين "، و كلما واجهت مشكلة ما أقصدها للحديث، لكنني نسيت فعلا ما كنت أود إخبارها به، لقد بعثرت ذات الشعر الأشعث أفكاري

ما هي إلا لحظات حتى دلفت جيجي للشقة، لتقول باستغراب

-" أوه هاري منذ متى و أنت هنا ؟! "

-" جئت قبل قليل "

لم تنتبه إيميلي لدخول جيجي فقد انصب تركيزها كله على أحداث ذاك الفيلم، و لم أنتبه لابتسامتي الغبية حتى قرصتني جيجي، لتتحول ملامحي للعبوس، قائلا بنبرة باردة

-" لن أقع في الخطأ ذاته مرتين "

لتنظر إلي جيجي بأسف و تقول

-" إنس جومانا يا هاري ... إمضي في حياتك "

-" أراكي لاحقا جيجي، فعلى كل حال نسيت ما وددت إخبارك به "

و أخيرا استدارت إيميلي مزيحة عينيها عن التلفاز لتركزهما علي قائلة بصوتها الهادئ

-" لست جيدة في تكوين الصداقات، لكنني سعيدة بمعرفتك "

لتبتسم في آخر جملتها ثم تعيد نظرها للتلفاز، ضيقت عيناي للحظات ثم خرجت من تلك الغرفة و علامات التعجب تحيط برأسي .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن