١٤

20 1 0
                                    

#منظور_براق

مر اليومين الأخيرين كالعقد في غياب ناز، لم أعد أتردد على موقع التصوير و لا إلى المكتبة، صرت أغلب الوقت في المنزل، و حين يشتد الاشتياق أقرأ إحدى رواياتها المفضلة، أنهيت قراءة " الأربعة الكبار "، أحببت تلك الرواية مشوقة جدا، على الأقل خففت من الشعور السيء الذي يجتاحني، لأقرر أخيرا الاتصال بها

-" مرحباا نازلي كيف حالك ؟"

-" بخير براق ماذا عنك ؟"

-" أنا كذلك ... أود شكرك على ذلك التلخيص لقد نال إعجاب المحاضر "

-" أووه لا بأس، يمكنني مساعدتك متى احتجت "

-" شكراا لك إذن ما أخبارك ؟"

-" في الواقع أنا في الشمال، رحلة عمل "

-" ما هذه الصدفة الرائعة أنا أيضا قادم للشمال ... في طنجة أليس كذلك ؟"

-" لا ... تطوان "

-" راائع أنا أيضا قادم إلى تطوان لزيارة أحد الأصدقاء "

-" يسرني لقاؤك مجددا "

-" شكرا لك هذا لطف منك "

أنهيت المكالمة و أنا أكاد ألامس السحب من شدة الحماس، و رغم أنني اختلقت كل تلك الأعذار و الأكاذيب إلا أنني سأجد وسيلة ما لرؤيتها، قد يسمى هذا جنونا أو حماقة، لكن مهما كان يظل شيئا رائعا، انتظرت قدوم مساعدي على أحر من الجمر، ليأتي و يجلس مقابلي و بدون مقدمات بدأ السرد

-" إنها في تطوان في منزل عائلي كبير، تصميمه ممزوج بين العصري و التقليدي الذي يبرز حضارتهم و أصولهم، والدها ضابط شرطة متقاعد، و بعيدا عن هذه التفاصيل التي لا فائدة منها عرفت شيئا آخر، لقد كانت نازلي متعلقة بجارها منذ الطفولة، كانا معروفين في الحي بالثنائي المثالي، إسمه مراد و هو أستاذ اللغة الإنجليزية بإحدى الجامعات، حين كبر الإثنان بدآ بالتخطيط لزواجهما، إلا أن عائلته رفضت الأمر قطعا، فقد كانت نازلي انطوائية، و من الصعب فهمها، و كان من المعروف أنها مريضة نفسيا، و بعد أن ترددت على عيادة طبيب نفسي بضع مرات، تخلى عنها مراد بعد أن نعتها بالمجنونة، أصيبت بحالة انهيار نفسي إلا أنها لم تستسلم، بل كما يقول المثل حين تسقط في القاع فالمكان التالي الوحيد الذي يمكنك الوصول إليه هو الأعلى، خططت لمستقبلها بدهاء لتصبح سيدة الأعمال التي هي عليه الآن، لقد جعلت من نقاط ضعفها نقاط قوة، و صارت قدوة للنساء في مجتمعها "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن