٢

35 3 0
                                    


#منظور_نازلي

دخلت مكتبي و جلست لأسمع طرقا على الباب، أذنت للطارق بالدخول، ليدلف سيف، و يبتسم قائلا

-" ما رأيك بأن نتناول الفطور معا "

لاحظ صمتي ليردف

-" احتفالا بشراكتنا "

رفعت حاجبي لأقول بسخرية

-" ألم نحتفل مساء أمس "

حك رقبته بتوتر لأضحك بخفة، بدا متفاجئا من ضحكي، لا ألومه فأنا دوما جدية الملامح، أومأت له، لأرتدي معطفي و أخرج خلفه، فتح لي بوابة سيارته لأهمس

-" شاب نبيل "

ليقول بسخرية

-" سمعتك "

دخلت السيارة لأسمع رنين هاتفي، علا إسم أخي شاشة الهاتف، هو صديقي أكثر من كونه أخي، و هو مالك ثلاثين بالمئة من أسهم الشركة، ذكي في ما يخص التجارة و الخدمات، كما يعمل مدرسا في إحدى الثانويات التي لا تبعد بكثير عن الشركة

-" مرحبا نونو "

إبتسمت باتساع لأقول

-" رامي كيف حالك ؟ ما هذا الغياب ؟"

-" أوصلت أمي للشمال "

-" أووه أجل نسيت الأمر تماما ... كيف هي الأوضاع هناك ؟"

-" لا جديد ... "

بدا كأنه يريد قول المزيد، ليردف بهدوء

-" قابلته أمس "

كانت تلك الجملة كفيلة لإفساد مزاجي، لذا حاولت إنهاء الموضوع

-" جيد، أنا مشغولة الآن، أراك مساءا "

-" لكنني سآتي بالحافلة و ستصل بعد تسع ساعات على الأقل "

-" حسنا، إستمتع بوقتك "

أغلقت الخط لألاحظ نظرات سيف الثاقبة، علمت أنه سمع محادثتنا، فصوت هاتفي عال بسبب نقص سمعي

-" أخوك ؟"

أومأت له بخفة، ليعلن عن وصولنا فترجلنا و دخلنا ذاك المطعم المتواضع من الخارج، و الذي يصرخ فخامة من الداخل، جلست على أحد المقاعد و جلس سيف أمامي، ليقول

-" إذا ؟!"

-" ماذا ؟!"

-" ألن تحدثيني عنك ؟!"

-" حسنا في الواقع أنا كاتبة، سلمت إحدى رواياتي لمخرج معروف في إحدى رحلاتي إلى العاصمة، و نجح الأمر، صرت مخرجة، حقق الفيلم نجاحا ساحقا، و نال العديد من الجوائز، و حصلت على مبلغ مالي كافي لضمان مستقبلي، سافرت للعاصمة رفقة أسرتي الصغيرة، و قررت أن أبدأ فيها حياتي الجديدة، فلطالما أحببت الحياة في العاصمة، و قررت بناء شركة بمساعدة شقيقي رامي، و توفقنا بذلك "

نظر إلي بإعجاب ليقول

-" ماذا عن الكتابة ؟"

-" ليس لدي الوقت لذلك، أنت تعلم الشركة ..."

إبتسم لي ليقول

-" أنت عظيمة فعلا "

إحمرت وجنتاي خجلا لأطلب منه الحديث عن نفسه

-" حسنا في الواقع لم أواجه مشاكلا مادية في حياتي، لكن أتصدقين إن قلت أنني لا أحب كوني رجل أعمال، حلمي كان أن أصبح مهندسا و قد دخلت جامعة الهندسة بالفعل إلا أنني لم أتوفق، لذا استلمت أمور أعمال والدي "

إبتسمت بهدوء لأقول

-" عازف غيتار ؟ "

إتسعت عينيه لأجيب على علامة الاستفهام العملاقة في ذهنه

-" مجرد حدس "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن