١١

53 3 0
                                    


ارتديت ثيابي الرسمية ثم أتجهت نحو موقع تصوير أحد البرامج، كان برنامج مشاهير، استقبلني مقدم البرنامج

-" ضيف حلقة اليوم هو ممثل مشهور، و عازف بيانو موهوب، نقدم لكم براق أوزسيفيت "

جلست على المقعد و إبتسمت بخفة، ليبدأ المقدم بسؤالي عن حياتي العملية ثم انتقل لسؤالي عن حياتي الشخصية لأبتسم باتساع، ذاتا لا يمكنني إخفاء الأمر فبمجرد تسللها لذهني أبتسم

-" في الواقع هناك واحدة ... هي تنفرد بتميزها "

أكمل المقدم الأسئلة إلا أنني استمررت بالتستر عن هويتها لينتهي البرنامج و أتجه نحو المنزل، لأجد مساعدي بانتظاري و على وجهه معالم الأسف، قال بهدوء

-" لقد ذهبت لمراقبة الآنسة نازلي كما طلبت مني لكنها لم تذهب للشركة و لا حتى للمكتبة، و قد عرفت من بعض الموظفين أنها سافرت لكنني لم أفلح بمعرفة وجهتها "

لقد أكملت تلخيص الرواية أي أنها وفيت بوعدها و لم يعد بإمكاني مقابلتها، ضربت جبهتي بخفة كيف أغفلت عن ذلك ؟! صرت أتنقل في الغرفة هنا و هناك عاجزا عن التحكم في أفكاري، لا يمكن أن يكون الأمر مجرد حلم جميل و أستيقظ على خبر سفرها إلى حيث لا أدري، أربعة أشهر و أنا أراقبها، لم يسبق أن ابتعدت عن ناظري أو توقعت ابتعادها، ابتلعت قرصا مهدئا و لا أدر كيف غفوت، لأستيقظ عند السادسة صباحا، استحممت ثم غيرت ثيابي و قدت سيارتي صوب المكتبة، لكنها لم تكن هناك، كان ذلك الركن خاليا، إنتابني شعور سيء عجزت عن التحكم به، لتنتشر الفوضى بداخلي، و يهتز سكون كياني، و ما زاد الأمر سوءا معرفتي بأنها سافرت مع شريكها سيف الدين، فكان الأمر كانفجار قوي جعلني خائر القوى، مرددا " أيعقل أن تهوي كل الأحلام التي بنيتها ؟!" و ينتهي بي الأمر أسير الذكريات القليلة التي كنت فيها قريبا منها، و ما كان ابتعادها بالهين أبدا، فهو كأن تتخيل تفاصيل لوحة مذهلة و تبدأ في رسمها لكن فجأة تقف في منتصف الرسمة عاجزا عن الإكمال، إنه شعور يسبب الضيق الشديد على المستوى الأيسر من صدرك

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن