١٢

31 6 0
                                    


#منظور_نازلي

اتجهت نحو مركز تجاري و اشتريت قميصا ثم ارتديته مع سروال أسود و أحذية بيضاء، تركت شعري القصير مبعثرا بعشوائية ثم اتجهت نحو الشركة، ركبت مع سيف الدين في سيارته بين شوارع العاصمة لنصل للمطار، أكملنا إجراءات السفر متجهين نحو الشمال حيث سيعقد اجتماع حول الفرع الثاني الذي أراد سيف الاستثمار فيه، أعاني من فوبيا السفر على متن الطائرات إلا أنني حاولت جاهدة عدم إظهار ذلك

استقبلتنا رنا و منير ما أن وصلنا، اتجه سيف نحو أحد الفنادق أماي فقد اتجهت نحو المنزل، لم يكن الطريق طويلا إلا أنني شعرت به كذلك فكل شبر يحمل ذكرى من حياتي، الكثير من الأفكار اجتاحتني إلا أنني واصلت القيادة، لأوقف السيارة ما أن وصلت، و ما خشيته قد حدث، كان واقفا أمام منزله الذي يقع بجانب منزلنا، جدار واحد يفصل بينهما، إتسعت مقلتيه ما أن رآني، ثم تقدم و مد يده لمصافحتي، و رغم كل المعارك التي كانت بداخلي إلا أني إبتسمت، ليقول بصوته الهادئ الذي أشعل فتيل الذكريات التي لطالما سجنتها في قبو فكري

-" ها قد عدت لتطوان بعد هذا الغياب "

[ تطوان مدينة شمال المغرب ]

-" نعم ... عدت "

سكون رهيب حكم الموقف، لأقول

-" كيف حال زوجتك ؟"

-" بخير ... هل من جديد في حياتك ؟"

-" العمل و الكتب "

-" سمعت أنكِ ستستقرين هنا مجددا "

-" لا ... لقد جئت من أجل اجتماع فحسب "

أومأ بهدوء، و لاحظت التوتر الذي كان يحتله، من كان ليعتقد أننا سنلتقي مجددا بعد سبع سنوات و سيصبح حديثنا باردا رسميا، هذه هي الحياة تحمل دوما ما لم نتوقع حصوله، لم أود فتح الدفاتر القديمة مجددا لكن للقدر السلطة الأعظم، دخلت للمنزل و أنا أجر حقيبة سفري متوسطة الحجم، بينما كان هو واقفا ينظر للامكان، لست مهتمة فعلا بندمه أو عدمه، لكن أحيانا تذكر أحداث سيئة يجعلنا نشعر بالسوء

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن