سحبت عيناي عنه بعد عناء، لأقول برسمية بالغة
-" تفضل سيد أنور "
كانت عينيه العسليتان تتفحصان كل شبر في وجهي ليقول بصوت أشبه بالهمس
-" هل أعرفك ؟!"
إبتسمت بسخرية، سرعان ما قلت ببرود محاولة تحاشي التقاء عيناي بمقلتيه تفاديا لأي ضعف قد يتملكني
-" لا ... لا تعرفني ... أظنك تتوهم "
أومأ بخفة ليجلس على المقعد أمامي و تغادر السكرتيرة مغلقة الباب خلفها، حل صمت رهيب، حمل معه عواصف ذكريات أحلك الأيام ظلاما في حياتي، رفعت عيناي أتفحصه، عينيه الحالمتين متجهتين لأصابعه التي يعبث بها بتوتر، و شعره الأسود مصفف بعناية، أناقته توحي بكون اعتنائه بمظهره لم يتغير، قال بهدوء جعل القشعريرة تسري في جسدي
-" هل إليف اسمك الشخصي أم العائلي "
إبتسامة باردة ظهرت على ثغري لأجيب
-" هو إسمي المهني، و لا علاقة له بأسمائي الحقيقية "
ركز عينيه على ملامحي باهتمام ليقول
-" من أطلق عليكِ إسم إليف أول مرة ؟"
أعدت رأسي للخلف و تراءى لي أني إبتسمت بخفة لأقول
-" أول مريض عالجته ... كان مدمنا على حبوب الهلوسة "
أومأ بخفة لأتمتم
-" كان هو طريقي للنجاح "
حاولت تغيير مجرى الحديث، فلا أحب التعمق في السرد عن حياتي الخاصة، و أمام شخص خذلني بقسوة، بالطبع لن أود فعل شيء كهذا، حتى لو لم يتعرف علي، لكن يكفي أنني أعرفه، و أذكر كل ما ارتكبه في حقي من سوء
-" حدثني قليلا عن نفسك "
حول نظره في جميع زوايا الغرفة عدا الزاوية التي أحتلها، ليقول بهدوء
-" قال طبيبي السابق أن هنالك شخص ثان بداخلي، و أنه سيء "
إرتجف قلبي، و كبحت جيش مشاعري، لأومئ بخفة، كان الحزن يطغى على مقلتيه، و نبرته العميقة تحكي لحظات معاناته القاسية، إبتسمت له بتردد لأقول
-" سأساعدك ... أعدك "
رمقني مطولا، لكم بتت أحقد على نظراته، فهي تبين لي كم أنني ضعيفة حتى بعد مرور عشر سنوات ما زلت أنهزم أمام قوة عينيه الحالمتين، قال برسمية لم يحادثني بها يوما
-" شكرا لك "
ثم التفت مغادرا، تنهدت بقوة، لأحمل مفاتيح سيارتي و أغادر المبنى بعد أن تركت ملف أنور عند الممرضة و طلبت منها مراقبته و إخباري بأي جديد في حالته.
أنت تقرأ
شبه حبيب [ مكتملة ]
Romanceمجموعة قصصية تضم : - لقاء مع الشيطان - A New Life - صديق بالتراسل - المجهولة - وحيدة بينهم - شبه حبيب قراءة ممتعة 😍❤