4

39 5 0
                                    


اتجهت صوب الحمام المكان الذي شهد أقسى لحظات انهياري و حزني، ككل ليلة بكيت بحرقة، فأنا مصابة بالاكتئاب منذ ثلاث سنوات، و رغم أنني طالبة في مستشفى الطب النفسي إلا أن هذا لا يعني كوني بخير من حيث الناحية النفسية

لقد سخر مني أصدقائي كالعادة بسبب علامتي المتدنية، و مستواي في تراجع مستمر، بكيت بألم و أنا أتذكر كلمات سخريتهم مني، كان الأمر صعب التحمل، مؤلم جدا، ينهش الروح

خرجت من الحمام بعد أن انتهت جولة بكائي و رسمت ابتسامة مزيفة عريضة على ثغري، ثم أخذت أقرأ رواية جديدة، فالروايات هي ما يؤنسني في نفق الكآبة المظلم، تذكرت نور، فهي قوية الشخصية، تحملت الكثير، تنهدت لأتمتم " ليت شخصيتي قوية كنور " ثم مضيت نحو غرفتي

استلقيت على سريري لأتأمل السقف، لا شيء جديد به، لكنه يؤنس عيناي حين شرود ذهني، حملت هاتفي لأنظر في الإشعارات، و كالعادة لا جديد، أطفأته لأضعه على المنضدة و أغلق عيناي آملة أن أنام

سمعت صوت المنبه المزعج لأمد يدي نحو المنضدة، أطفأته لأقوم من السرير بتثاقل، إنها الساعة التاسعة صباحا، سأقوم اليوم بأولى تجربة لي على مريض نفسي توظيفا لمكتسباتي لتشخيص حالته

ارتديت ثيابي ثم أخرجت زجاجة الحليب من الثلاجة، شربته لألقي بالزجاجة في صندوق النفايات و أمضي خارج المنزل

أوقفتني سيارة الأجرة أمام مستشفى الطب النفسي، لأدفع للسائق أجرته و أقف أمام ذاك المبنى لتأمله، ليس شكله ما يثير التوتر بداخلي، بل كوني سأحاول تشكيل نقطة تحول في حياة شخص ما اليوم، كوني سأخوض معركة في مواجهة مرض ما، لأنقذ أحدهم من الظلام، الأمر يجعلني متحمسة، لكن قلقة في الآن ذاته، فماذا لو لم أفلح ؟! ماذا لو ازداد الأمر سوءا ؟!

استجمعت شجاعتي لأدخل من تلك البوابة، و أتجه إلى مكتب موظفة الاستقبال، بعد الحديث معها دلتني إلى قاعة في الطابق الرابع

بعد أن اتخذت نفسا عميقا و زفرته، أدرت مقبض الباب لتتسع عيناي حين رأيت نفس الشابة التي تحادثني على مقعد الميناء، هي نفسها المريضة التي سأحاول مساعدتها !!

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن