٢٠

26 3 0
                                    


#منظور_نازلي

إستيقظت من النوم لأسمع طرقا على باب جناحي بالفندق، عرفت فورا أنه براق فهو يسكن في الجناح المقابل لي، إبتسمت له بخفة ليدخل و يتجه نحو المطبخ، قطبت حاجباي باستغراب لألحق به، كان يعد الطعام بهدوء، بدا طاهيا موهوبا، استندت إلى الثلاجة أراقبه، و حين انتهى أردت إغاضته فتذوقت البعض مما أعده، لينظر إلي بغضب مصطنع، فقلت ساخرة

-" يا لك من طاه فاشل "

فتح فمه غير مستوعب لما قلته لأضحك بقوة على ملامحه، كانت ضحكة طويلة أعدمت من خلالها آلام كثيرة كانت متكدسة بداخلي، أخذت الطبق متجهة نحو الشرفة ليلحق بي براق، ظل كل منا ينظر للشاطئ الساحر أمامنا لأقول بهدوء

-" شكرا لك "

وجه نظره نحوي لأردف

-" شكرا لأنك لم تراني مجنونة كما فعل الآخرين "

إبتسم بهدوء ليقول

-" و من قال أن المجنون سيء ؟! إنه فقط يرى الحياة بشكل مختلف عن الآخرين "

لا أعرف كيف وردت تلك الفكرة إلى ذهني لأقول بلطف

-" براق غني لي "

إبتسم ليبدأ الغناء

أمل تألق و ارتقى
مثل النجوم محلقة
في وسط قلب في الهموم تمزق
قد كنت وحدي في المسير
في الحزن عشت كما الأسير
حتى رأيت الزهر يزهر ها هنا
فبدأت أركض نحوه
و بدأت ألثم عطره
حتى شعرت بقيد حزني ينكسر
لكن صباحي لن يطل
فالليل في الأجواء حل
و الغيم غطى كل شيء في المدى
فحنيت رأسي يائسا
و بدأت أبكي جالسا
حتى أتى بعض الناس لمواسي
فسمعته يقول لي
الغيم حتما ينجلي
و الشمس في جوف الظلام ستنتصر
أصغي لنصحي لا تمل
فالنصر إيمان عمل
من نفسك كن واثقا و بلا وجل
لا لا تقل هذا محال
أو ذاك ضرب من خيال
كن ثابتا كن راسخا مثل الجبال
فجعلت أنظر للسماء
و سرحت في هذا الفضاء
فبدى الغمام يزول يظهر لي القمر
و بدت نجوم حوله
و بدأت ألقى حبه
فأشع نحوي في ضياء و ابتسم
فشعرت في نفسي الأمان
و سمعت ألحان الكمان
و لقد توقف لحظة عندي الزمان
فعرفت أن حياتنا
ليست سوى بعض المنى
مبنية في قلبنا
مثل الجمل

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن