10

34 5 0
                                    


دخلت المستشفى، اتجهت صوب قاعة جلستي مع نور، زفرت بحدة قبل أن أدير مقبض الباب و أدلف للداخل، كانت جالسة تدندن لحن أغنية لم أسمع به قط، جلست أمامها لأقول بهدوء

" إيسمين "

إبتسمت بخفة، لتهمس

" كانت غريبة أطوار ... كانت سيئة "

تنهدت، لابد أنها الفاعلة، لا أدر مع من تورطت، لتردف بصوتها الهادئ الذي صار يخيفني

" كانت تدير عصابة دعارة، كانت تتاجر بأجساد طفلات صغيرات، و الأسوأ أنها أرادت أن تبيعني "

رفعت رأسي أنظر إليها، فارتسمت على وجهها إبتسامة نصر لا تبشر بخير، لتكمل كلامها

" قذفت بي في ذاك القاع المظلم، حيث يشبع الوحوش شهواتهم بدفن حقوق طفلات لا ذنب لهن، كانت تبتسم دوما قائلة بأنها تحب إسمها بقدر ما تكره الأسطورة التي استوحى منها، كانت شيطانا بأقنعة متعددة، أتعلمين شيئا ؟ تستحق عذابا أشد من التعفن في ذلك القصر "

لم أكن مهتمة فعلا بما ارتكبته تلك السيدة من جرائم، بقدر ما كنت مهتمة بعلاقة التي أمامي في مقتل تلك السيدة، لكن من الواضح تماما أنها الفاعلة، كيف لشخص أن يكون ماضيه بهذه البشاعة كلها ؟! و أن تتسخ يديه بكل هذه الجرائم، و ملامحها الباردة لا تصدر أي ردود فعل، مات ضميرها كما ماتت الإنسانية في مجتمعاتنا، لا أنكر كوني تأثرت، تأثرت بقدر خوفي منها، لتقول بهدوء

" أنا أحب أسطورة الملك إديب، ماذا عنك ؟"

" لست أدري ... أنتِ مخيفة "

للمرة الأولى تحولت ملامحها للألم، و سقط قناع البرود، بدت محطمة تماما، لم أعلم أنها ستتأثر، و لم أعتذر منها، فبالفعل قد أخافتني، سحبت علبتها الحديدية ثم خرجت من القاعة، ليتني لم أدخل هذه المتاهة، استندت على الجدار بإرهاق، لأخرج بعد لحظات، متجهة نحو شقتي، بالطبع لن أعود للمنزل و أنا في هذه الحالة التي يرثى لها .

________________________

يتبع ...

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن