12

43 4 0
                                    


وصلت للمنزل، طرقت الباب لتفتحه مدبرة المنزل، إبتسمت لها لتقول

-" لقد خرج والديك ... لا أحد بالمنزل "

أومأت لها لتردف

-" هل تريدين أن أعد لك شيئا لتتناوليه ؟"

-" لا شكرا لك "

صعدت إلى غرفتي و أغلقت الباب، لأفتح أدراج خزانتي أخرجت كل ما من شأنه تذكيري بسمير، تلك القلادة الفضية التي أهداها لي، تلك الرسائل التي تبادلناها، ذلك الخاتم الذي يحمل رمز قلبين مرتبطين، صورنا معا، ما كتبته عنه في دفتر مذكراتي، تلك الزهور الذابلة التي كان يهديها لي، و غيرها من الأغراض التي تذكرني بأنه ليس سوى مخادع، أخرجت علبة خشبية صغيرة و وضعت تلك الأغراض فيها، ثم كتبت على ورقة ملاحظات صغيرة

-" لا ألدغ من جحر مرتين، و لا أطرق بابا أوصد في وجهي و لو متت عراء، و لا أشاطر امرأة الرجل ذاته و لو شغفني حبا ... قد لن تفهم هذه العبارة الآن لكن تأكد أنك ستفعل يوما ... شكرا على الدرس 😉 "

وضعت تلك الورقة داخل العلبة و أغلقتها، جلست على السرير لأضع وجهي بين يداي و أبكي بحرقة حتى انتفخت عيناي، لا أدري متى غفوت، لأستيقظ بعد بضع ساعات، اتجهت نحو دورة المياه لأغسل وجهي، حملت هاتفي و بدأت بحذف صوره، ثم أخرجت البطاقة منه و حطمتها، لأضع ذلك الهاتف في كيس صغير، غيرت ثيابي ثم خرجت لأتجه نحو محل بيع هواتف، أعطيته هاتفي لأقول

-" أريد بيعه و شراء آخر ... ما هو المبلغ الذي سأضيفه "

ابتسم بعملية ليجيب

-" ما نوع الهاتف الذي تريدينه ؟"

-" Samsung galaxy S7 "

-" عليك إضافة 1200 درهم "

دفعت له المبلغ المطلوب ليقدم لي الهاتف، شكرته لأخرج من المحل و أعود مباشرة للمنزل، فلا رغبة لي بمقابلة أحد، صعدت إلى غرفتي لأضع الهاتف الجديد في الشاحن و أستلقي على الفراش محاولة النوم، و بالفعل نمت، لأستيقظ عند الساعة التاسعة و الربع صباحا، تنهدت و شتمت بكل كلمة سوء أعرفها، لأستعد بسرعة قصوى و أخرج لإيقاف سيارة أجرة، أوصلني السائق إلى الثانوية لأركض نحو الفصل، وقفت محاولة تجميع أنفاسي لأطلب الإذن من الأستاذ بالدخول، نظر الجميع إلي مطولا باستغراب، عرفت أنهم متفاجئين من مظهري، فقد ارتديت قميصا مختلف الألوان أهداه لي نصر، إضافة إلى سروال جينز يميل لونه للرمادي، و حجاب رمادي، و أحذية رياضية اشتريتها في إحدى جولات التسوق مع ريتاج لأجل حضور مباراة ملاكمة، و لم أضع على وجهي لا الكريم الواقي من الشمس و لا أي مستحضر آخر، حين طال استغراب الجميع لمظهري المختلف إبتسمت بخفة لأقول

-" هل يمكنني الدخول ؟ أقسم أن المنبه قد تعطل لذا تأخرت "

أومأ لي الأستاذ إيجابا لأتجه إلى مقعدي، اعتلت ملامح البعض الشفقة تجاهي، و آخرين سروا حين انخذلت، أما فئة أخرى فقد أعجبت بهدوئي الغامض، و ما بين كل هذا شعرت بأن صمتي و هدوئي أقوى سلاح أملكه، فردة الفعل ستمنحه الفخر و الثقة بما فعل بينما حين أكون باردة سيدخل دوامة حيرة قاتلة .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن