17

28 3 0
                                    


عدت للمنزل، اتجهت صوب المطبخ لأخذ علبة الشكولاطة، ثم صعدت إلى غرفتي، لأستقبل اتصالا من ريتاج

-" إيناس عودي للمدرسة حالا "

عرفت أنني لن أدعس على كبريائي و أعود لتردف

-" إيناس سيأتي المراقب اليوم، عليه إيجادك هنا "

زفرت بحدة ثم خرجت و اتصلت بنصر لأطلب منه أن يقلني، و ما أن نزلت حتى ترجلت مسرعة نحو الفصل بعد أن شكرت نصر، جلست فورا على مقعدي، ليقول معاذ أن المراقب سيصل بعد ربع ساعة، تنهدت لأسمع صوت نقر على طاولتي، رفعت رأسي لأرى سام يبتسم بطفولية و أسف، ثم مد لي قطعتا بسكويت، و قال

-" آسف ... لم أكن أريد أن أقول كل شيء بتلك الطريقة، أعرف أن ذلك غريب، لم أقصد جعلك تنزعجين مني "

إبتسمت بخفة لأمسك بقطع البسكويت و أبدأ بتناولها ليبتسم هو بنصر، شعرت بالملل لأستند إلى الطاولة، و ما هي إلا دقائق حتى دلف شاب طويل القامة، ببذلة رسمية، أسمر، و يمكن القول أنه وسيم، جلس على المكتب و نظر إلينا بمعنى

-" من أين سنبدأ ؟!"

لتتسع عينيه حين رآني و حينها ما كان مني إلا أن أضع يداي على وجهي، كيف نسيته ؟!! ليقول بسخرية

-" لم أكن أؤمن بالمعجزات، لكن ما دمتِ في هذه الثانوية فقد جعلتني مؤمنة بها "

ضحك بخفة ليوجه كلامه للتلاميذ قائلا

-" دعوني أخبركم عن قصتي مع زميلتكم ... "

ابتسم بعد أن عجز عن إيجاد لقب ملائم لي ليردف

-" لقد قابلتها قرب مخفر الشرطة، كانت ممسكة بيدي شاب أكبر عمرا منها، و الأغرب أنها كانت ممسكة به بقوة، حين سألتها عنه قالت أنها تريد إدخاله لمخفر الشرطة بعد أن تحرش بها، ليتضح أنها كانت تريد الانتقام منه لأنه حاول التحرش بسيدة في الشارع، مجرد تحرش لفظي، لكن بطلتنا جعلت حياته بائسة، فأمام الجميع لقنته درسا يستحيل أن ينتسى، أجزم أن عينه ظلت منفوخة لشهرين على الأقل، و ببرود سحبته لمخفر الشرطة بعد أن أفرغت جام غضبها فيه، أعترف أنه لو كانت كل النساء مثلها لانعدمت قضايا التحرش و الاغتصاب ... عنيفة !!! و أعترف أنني لم أتوقع أن تكون تلميذة متفوقة "

ضحك ليليه ضحك التلاميذ بقوة لأقول ببرود

-" لابد أن مسرور بجعلي أضحوكة "

قلبت عيناي بضيق، ليقول بابتسامة هادئة

-" لا تتغيري، إبقي كما أنتِ "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن