25

87 3 0
                                    


#منظور_إلين

جلست مقابله، إنها الجلسة الأخيرة لعلاجه، حاولت تحاشي النظر في عينيه لتمر الجلسة بسلام، و يرحل دون أن يعرف أنني تلك التي تخلى عنها قبل عشر سنوات، أنني التي أهانها و دعس على كرامتها و كبريائها، إبتسمت لأقول

-" إذن أنور سعد ما الذي يمكنك قوله عن فترة علاجك عندنا ؟"

ساد الصمت، ظننته قد انتكس، علت وجهي معالم القلق، ليقول بصوت بالكاد يسمع

-" إلين "

دق ناقوس قلبي، يفترض أنه يعرف إسم إليف فحسب، لا يعقل أنه تعرف علي !! ليردف

-" لقد سمعت الممرضات ... أعرف أنك إلين ... إلين مجد "

أغمضت عيناي بقوة، و التمعت عيناي بالدموع، ثم استقمت لأرحل، لكنه وقف أمام الباب مانعا إياي من الخروج، لينظر إلي بملامح يغطيها الأسف، تلك النظرة الطفولية، مسحت دموعي ليقول بهدوء

-" لا تبتعدي إلين ... لا تعيدي التاريخ ... لقد أحببتك مرتين ... لا تكتبي نهاية حزينة للثانية أيضا "

لأجيب بصوت متحشرج من البكاء

-" إبتعد عن دربي أنور ... إبتعد ... أريد أن أخرج "

نفى برأسه ببساطة، لألعنه بين أنفاسي، ثم أعود للمقعد للجلوس، ليجلس أمامي

-" إلين "

رفعت رأسي لأنظر إليه

-" لننسى فترة المراهقة السخيفة و نبدأ من جديد ... قصة الحب بين المريض و طبيبته "

نظرت إليه بغضب ليردف

-" هل تقبلين بي شريكا لحياتك ؟ "

نظرت إليه بعينين متسعتين، لا يمكنه أن يكون جادا، ربما هو حلم يقظة، و أن الجلسة انتهت و سيرحل ببساطة، لكن أنور بالفعل أمامي، يسألني الزواج به، شعرت بدمعي يسيل على خداي، أفكر بانفصالنا و اللحظات التي قضيناها معا أثناء علاجه، و ما بين ماضٍ و حاضر أجبت بهدوء

-" موافقة "

حين يعتلي القلب العرش، لا مجال للعقل للتفوه بشيء، فالحكم للأقوى، ليبتسم باتساع و ينظر إلي تلك النظرة التي يصعب تفسيرها، من قال أنه بوسعنا معرفة ما سيحصل معنا مستقبلا هو على الأرجح مخطئ، فالمستقبل منبع المفاجآت .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن