نزلت من سيارة سام بعد أن شكرته على الجولة الممتعة التي سماها بالمغامرة، دخلت شقتي لأستقبل اتصالا من والدي، و بدون مقدمات قال بهدوء
-" إيناس، تعالي للمنزل، هناك ما يجب أن نتحدث بشأنه "
استغربت من نبرة صوته، بل نهشني الخوف و القلق، أعدت ارتداء معطفي ثم خرجت
كان الجو في المنزل هادئا جدا، لو لم تكن المصابيح مضاءة لظننت أن لا أحد به، ما أن دلفت لغرفة الجلوس حتى اتسعت عيناي، تسمرت مكاني، شعرت كأن كل شيء حولي قد توقف، ارتفع صوت أنفاسي، و بإمكاني سماع صوت دقات قلبي المضطربة، كان أخي جواد جالسا على الأريكة، إستقام و اتجه نحوي ليعانقني بقوة، ظننت أنني لن أراه مجددا، سالت الدموع من مقلتاي بغزارة، و حين جلسنا انهارت كل معتقداتي، أخبرني جواد بكل ما حدث، لقد أسأت الحكم على الجميع، أبي، أمي، أختي، كنت أنا الشريرة في الحكاية التي ظننتني الضحية فيها، هم أرادوا مصلحتي فحسب، كانوا يودون لي الأفضل، لكنني أنانية، اعتذرت من الجميع و هممت بالمغادرة لكن صوت جواد أوقفني
-" لا أحد منزعج منك إيناس ... نحن نريد فتح صفحة جديدة، ما رأيك أن ننسى كل ما مضى ؟"
نعم وددت ذلك بشدة، احتجت بشدة لبداية جديدة، لذا وافقت، و بعد جلسة عائلية لم نشهد لها مثيلا منذ زمن، جلست على الشرفة مع جواد، اشتقت للحديث معه كثيرا، قال بهدوء كاسرا الصمت
-" من سعيد الحظ ؟!"
أجبت بلا مبالاة
-" لا أحد ... افترقنا "
رفع حاجبه ليقول
-" تمزحين أليس كذلك ؟!"
-" كلا ... أنا جادة ... أحببته بصدق و اتضح أنه سافل مخادع "
-" لا بأس صغيرتي ستتخطين الأمر "
-" ذاتا قد تخطيته "
ساد الصمت لأقول
-" جواد ؟! كيف صرت مدمن حبوب الهلوسة "
-" رفقة السوء "
-" جواد "
-" هاا "
-" ماذا عن حبيبتك نور "
-" لم أقابلها بعد "
-" ما رأيك أن نزورها غدا "
-" لن تذهبي معي إيناس ... لا تحاولي "
-" جوااااد "
-" لا و ألف لا "
-" سأرافقك "
أقلني جواد إلى المدرسة في اليوم التالي، ليلمح نصر، اقترب منه ليعانقه، ثم لكمته في معدته لأقول لجواد بطفولية
-" لقد اعتنى بي نوني جيدا "
لألاحظ وجود سمير الذي يرمقني بنظرات غريبة، تجاهلته لأكمل حديثي مع أخي و نوني .
أنت تقرأ
شبه حبيب [ مكتملة ]
Romanceمجموعة قصصية تضم : - لقاء مع الشيطان - A New Life - صديق بالتراسل - المجهولة - وحيدة بينهم - شبه حبيب قراءة ممتعة 😍❤