شبه حبيب [ مكتملة ]

11

اتجهت نحو الثانوية، وقفت أمام البوابة بانتظار نصر، لتُركن سيارة والد ريتاج و تترجل ريتاج منها، إبتسمت لي بحزن لتعانقني بقوة و تقول بأسف

-" آسفة بشأن ذلك الوغد ... إنه لا يستحق "

-" هاي لا تهتمي عزيزتي "

ليدلف سمير ممسكا بيد نادين، تشكلت قبضتي و وددت تحطيم فكه، لكن حافظت على هدوئي و تصرفت بعدم مبالاة، لتُركن دراجة نصر النارية، و يترجل منها مبتسما بخفة

-" صباح الخير أميرتي "

-" صباح النور نوني "

-" ما بك تبدين منزعجة "

-" لا شيء مهم "

سرنا بين أروقة الثانوية لأرشد نصر إلى فصله و أدخل لفصلي، لمحت سمير قد انتقل للجلوس برفقة نادين، شعرت بغصة تكورت في حلقي، لملمت شتات نفسي و جلست، من الجيد أنني لم أجادله حين طلب الفراق و إلا لكنت قد فقدت ما تبقى من كبريائي، قال الأستاذ بهدوء مخاطبا إياي

-" سمعت أن < نصر فائز > قد انتقل للدراسة هنا "

بدأ التلاميذ بالحديث عن الأمر

" نصر فائز الذي تغلب على ذلك الأجنبي في حلبة الملاكمة ؟!"

" لقد سمعت أنه وسيم "

" إنه فتى ظريف و قوي جدا "

" هو صامت طوال الوقت يقال أنه مريض نفسي "

" إنه في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية "

طرق الأستاذ على المكتب ليخرس الجميع و يردف

-" هل صحيح أنه صديقك ؟!"

شعرت بنظرات الجميع موجهة نحوي حتى نظرات الأخرق سمير و حبيبته، لأجيب بهدوء

-" أجل هو كذلك "

أومأ الأستاذ بخفة ليبدأ بشرح الدرس بهدوء، كان سمير و نادين يتهامسان طوال الحصة، تذكرت كلماته لي و تلك القصاصات التي كان يراسلني بها في الحصة لكي لا ينتبه الأستاذ، ابتسامه لي حين أنظر إليه، وعوده، تذكرت كل شيء، ليرن الجرس و ينقذني من صراع داخلي عنيف، تحاشيت النظر إليه، وجدت نصر بانتظاري أمام الفصل، ليقول بطفولية

-" لقد كدت أضيع بين كل هذه الأروقة، هذه الثانوية كالمتاهة "

حاولت الابتسام بخفة لتقودني أقدامي صوب الكافيتيريا فلحق بي نصر، جلست على مقعد لتجلس ريتاج بجانبي و نصر في المقعد المقابل لي، إبتسمت بزيف لأهمس لهما

-" سأنفجر الآن ... إنه خائن لعين ... لقد تخلى عني من أجل نادين "

قال نصر بهدوء و هو يشير إلى سمراء جالسة في ركن الكافيتيريا بمفردها، منغمسة بالنقر على هاتفها

-" من تلك الحسناء ؟!"

نظرت إليه بحدة لأقول

-" أنا هنا في مشكلة تتعلق بكبريائي و كرامتي و الكثير غير ذلك و أنت تصطاد الحسناوات "

نظر إلي بطفولية لأقول بقلة حيلة

-" حسنا كل ما أعرفه أنها تدرس شعبة الاقتصاد، و أنها في الفصل ب "

ضحك بخبث ليقول

-" إذن فهي زميلتي "