استعدت إيناس للذهاب إلى المطعم رفقة سمير لكن قبل أن تخطو خارج المنزل لمحت أختها إلين تنظر لشاشة هاتفها بحزن و شرود، دنت منها لتقول بقلق
-" هل أنتِ بخير إلين ؟"
إبتسمت إلين بتكلف لتجيب
-" أجل عزيزتي "
إلين هي الشقيقة الكبرى لإيناس، لكنها نادرا ما تأتي للمنزل، فهي تملك شقة قريبة من المستشفى حيث تعمل طبيبة للأمراض النفسية
#منظور_إلين
اتجهت نحو المستشفى، إنه يوم غريب حيث من المفترض أن أكون متوترة، اليوم حيث سأواجه ما لطالما أسميته ب " غلطة حياتي "، حيث سأقابل الشخص الذي جعلني أفقد الثقة في من حولي، الشخص الذي جعلني باردة المشاعر، الشخص الذي جعلني أمقت كل ما يتعلق بالرومانسية من روايات و أفلام، و أراها مجرد كذبة سخيفة ستدفنها الحقيقة عاجلا أم آجلا و بدم بارد، جعدت بعض الأوراق التي كانت على مكتبي و ألقيت بها في سلة المهملات لأسند وجهي على سطح المكتب، لن أقابله بصفتي ضحية مقالبه الساذجة، بل بصفتي الطبيبة المشرفة عن حالته، ألست أنا من لطالما فصلت حياتها الشخصية عن العملية ؟! فلماذا إذن أفكر بكل هذا ؟! حاولت تمالك نفسي لأنقر على بعض الأرقام على الهاتف الثابت ليردني صوت السكرتيرة على الطرف الآخر للخط
-" نعم آنسة إلين، هل من شيء يمكنني القيام به ؟"
حين يتعلق الأمر بالعمل فأنا جدية و صارمة جدا مما يجعل الموظفين يحسبون ألف حساب لي، أعتبر هذا خطوة إيجابية في مسيرتي المهنية، لذا استرجعت نبرتي الجدية المغلفة بالرسمية لأجيب
-" أنا مستعدة لمقابلة المريض ١٤١٦ "
-" حاضر آنسة إلين "
نظرت إلى لائحة المرضى مطولا لأكتب المعلومات الجديدة
/ أنور سعد /
/ ٢٦ سنة /
/ إنفصام في الشخصية /
/ بداية العلاج : ٢٥ ماي ٢٠١٦ /سمعت صوت مقبض الباب لينقبض معه الجزء الأيسر من صدري، حاولت استنشاق قدر كاف من الهواء للحفاظ على طبيعتي، و شددت يدي المرتجفة على القلم، لم أمنح لنفسي فرصة للتفكير في ما إن كنت مستعدة لمقابلته أم لا، بل رفعت عيناي نحوه في ما يقل عن الثانيتين ربما، و كل ما كان يردده عقلي " هو لم يتغير "، كان عقلي يتوسل فؤادي أن لا يحرجه بينما كان الأخير يبتسم بخبث، و ما بين الإثنين كنت في دوامة ذكريات تهاجمني بعنف و لا تمنحني أية فرصة للدفاع عن نفسي، بل لا تمنحني أية فرصة لقطع اتصال عيناي بخاصتيه .
أنت تقرأ
شبه حبيب [ مكتملة ]
Romanceمجموعة قصصية تضم : - لقاء مع الشيطان - A New Life - صديق بالتراسل - المجهولة - وحيدة بينهم - شبه حبيب قراءة ممتعة 😍❤