١٦

25 2 0
                                    


#منظور_براق

اشتعلت الألعاب النارية بداخلي، و نوع مختلف من السعادة شعرت به، ما أن دلفت نازلي للداخل حتى عانقت الصغيرة عاليا بقوة إلى أن كدت أخنقها، ثم عضضت على شفتي السفلية محاولا كبت مقدار السعادة الفائض الذي أشعر به، خرجت ناز بثوب مختلف الألوان طويل مع أحذية رياضية، و شعرها أشعث كالعادة، أحبها بحجم بساطتها، أمسكت بيدها بحماس كطفل وجد والدته بعد أن كان ضائعا، لنلتقي بشاب ما أن خرجنا، نظر إلى نازلي طويلا ليقول بصوت أشبه بالهمس

-" طاب مساؤك "

أجابته ببساطة

-" شكرا "

عرفت فورا أنه مراد فمعاذ لا يغفل عن شيء، فقد أحضر لي صوره أيضا، لذا حاولت رد الصاع صاعين، و الثأر لفتاتي، فقلت بحماس مصطنع

-" ألن تعرفيني عليه عزيزتي "

قطبت نازلي حاجبيها من كلمتي الأخيرة إلا أنها لم تستطع كبت خجلها

-" إنه مراد جارنا، و قد كان صديق طفولتي "

شددت على كلمة " كان " لتردف ببرود رهيب

-" حتى تعلقت به بشكل ما و ظننت أنه كذلك، أوهمني بزواجه مني و انتهى الأمر بنعته لي بالمجنونة لأنني حضرت حصتي علاج نفسي بسبب حزني على فقدان قطتي الصغيرة "

تشكلت قبضتي و حاولت قدر الإمكان التحكم في الأدرينالين الذي يسري في جسدي، أما هو فقد كان هادئا لدرجة مخيفة، لتبتسم ببرود و تقول

-" و هذا ..."

نظرت إلي طويلا ليختفي البرود من ملامحها، قطبت حاجبيها بطفولية و براءة، كمن تصارع ثيرانا هائجة بداخلها، بدت كطفلة صغيرة تحاول إيجاد كلمة معبرة عن موقف تعرضت له، فشددت على إمساك يدها ثم إبتسمت بسعادة، و مددت يدي لمراد قائلا بهدوء

-" أنا براق، عاشق المميزة التي أمامك، ربما تبدو لك مجرد فتاة غريبة أطوار، لكنها قوية جدا، لقد استطاعت أن تتخطى كل العقبات و تبلغ مرادها، هي ليست من النوع الذي قد يتوقف عند حاجز ما، بل تبتسم و تتجاوزه، أتعلم ؟ الحب هو أن تحبها بغرابتها و جنونها، و كذلك أحبها أنا، على ما هي عليه، لن ألومك على ما فعلته، إنها المراهقة و من منا لم يمر بها، لكن بفضلك صار بإمكاني أن أكون أقرب إليها، و محظوظ أنا لتحتفظ بصوري في حاسوبها "

ضحكت بخفة لتبادلني الضحك و عينيها قد تجمعت بها بضع قطرات من الدموع، وجهت نظري إليها لأقول

-" لقد جهزت لك مفاجأة لكن تسرعي أفسدها "

ضربت جبهتي بخفة لتضحك بقوة علي، لتقول

-" من الجيد أنني لست غريبة الأطوار الوحيدة هنا "

-" لقد حاولت كثيرا أن أكون كأبطال رواياتك لكنني لم أستطع "

علت ضحكاتنا الصاخبة في أركان الحي، لننتبه أخيرا لعدم وجود مراد، لقد انسجمنا في المشهد الرومنسي لدرجة الإغفال عنه

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن