نظرت إلى ياسر الذي يرتجف من الخوف، ثم نقلت بصرها إلى ميساء التي لا يختلف وضعها عن زوجها، و قالت أخيرا
-" أنا آسفة لأنكم تعرضتم لكل هذا التهديد بسببي، أعرف من يحاول إخافتكم، لكن لست هنا لأثرثر عنه، لقد أحضرت لكم تذاكرا لتغادرو البلد، وجودكم هنا بات خطرا على حياتكم، أنا من ألعب بالنار، ليس عليكم أن تحترقو بسببي "
كان الزوجان مترددين، لم يودا ترك صديقتهما المقربة بمفردها، لكن بالنهاية هذه معركتها هي، و ليس على أحد أن يعاقب بسببها، ساعدتهما بجمع أغراضهما، ثم قامت بإيصالهم إلى المطار ليغادرا في أقرب رحلة، و ذلك ما فعلاه، إلا أنها أدركت أن الأمور ساءت و قد تسوء أكثر من ذلك، إنها لا تعبث مع عائلة بسيطة، بل عائلة معروفة و ذات نفوذ، و ما كانوا ليقفوا مكتوفي الأيدي و هي تحطم سمعتهم، عادت لذلك القصر و شعور غريب ينتابها، حتى أنها تساءلت بداخلها إن كانت قوية بما يكفي لمواجهة كل ما قد يعترض حياتها، و ما أن دخلت حتى أمسكها الجد من شعرها بقوة، ليقول بحدة و الشر يتقطر من عينيه
-" لقد كان حديثك مع وسائل الإعلام طريقك للهلاك، من أنت لتحاولي تدمير ما كنا نبنيه منذ سنوات ؟ بسببك صرنا حديث كل لسان، أيتها التافهة لقد كنت رحيما بك لكن ليس بعد الآن "
ربما لو كان تيم موجودا كان لينقذها، لكنه ليس موجودا، لا أحد يمكنه إنقاذها من ذلك الوحش، لقد ود لو يشرب من دمها، و الجميع لم يستغرب من صورته المتوحشة، حتى أماني التي يجرها من شعرها بقوة نحو المجهول كانت تعرف بأنه لن يرحمها، ضربها بعنف شديد حتى أن الجميع كان يظن أنها لن تعيش بعد ذلك أبدا، لكن أوقفه صوت سلين التي صرخت طالبة منه الكف عن ضربها، كانت أماني حينها غارقة في دمها، بين الحياة و الموت، لقد رأت ظلام الموت ذلك اليوم، و شعرت بضعفها أكثر من أي وقت مضى، كان جسدها يفترش الأرض و هي لا تستطيع تحريك أي طرف من أطرافها، و كان آخر ما تفوهت به قبل أن تفقد وعيها
-" لن يفيدك صب غضبك علي، لقد انتهى أمرك أيها العجوز "
و ما كان منه إلا أن يرمق ابنه بحدة فلولا غلطه لما حدث ما حدث، ثم انسحب بعد ذلك إلى غرفته لعل بعض الأقراص المهدئة تفيده.
أنت تقرأ
شبه حبيب [ مكتملة ]
Romanceمجموعة قصصية تضم : - لقاء مع الشيطان - A New Life - صديق بالتراسل - المجهولة - وحيدة بينهم - شبه حبيب قراءة ممتعة 😍❤