7

32 5 0
                                    


سمعت صوت رنين هاتفي، لأحمله بين أناملي متذمرة من الذي يتصل في منتصف الليل، ليردني صوت فارس على الطرف الآخر من الخط، بدا صوته مرتجفا و لم أفهم شيئا مما قاله، لكن من طريقة كلامه عرفت أنه ثمل

-" فارس أين أنت ؟! "

لم يجبني بل واصل كلامه الغير مفهوم

-" فارس أخبرني بعنوانك و سآتي لإيصالك "

أخبرني بعنوانه لأخرج دراجتي النارية و أركب عليها، ثم أضع الخوذة و أدخل هاتفي في جيب معطفي و أنطلق نحو فارس، ذاك الفتى ضعيف الشخصية، و مشاكله لا تنتهي، و حين تتراكم عليه يلتجئ للكحول و السجائر و الممنوعات

زفرت بحدة حين لمحته جالسا على رصيف الطريق شارد الذهن و بيده زجاجة كحول، تقدمت نحوه ثم سلبت الزجاجة من يديه، لأسحبه ليقف، نزعت الخوذة لأنظر في وجهه بحدة

-" ألا تلاحظ أنك تزداد غباءا مع مرور الزمن "

إبتسم بخفة، لينطلق في جولة بكاء طويلة، تنهدت لأجلس بجانبه على الرصيف، مددت له المنديل، ليمسح وجهه، ثم نظر إلي بطفولية مقوسا شفتيه قائلا

-" أشعر بالجوع "

ضحكت بخفة لأسير نحو دراجتي النارية و أضع خوذتي، و أمد له خوذة أخرى لأركب، و يركب خلفي، إنه طفل مهما كبر

اتجهنا نحو أقرب مطعم لندخل يقول صاحب المطعم بنبرة مستغربة

-" المطعم سيغلق الآن ... إنه منتصف الليل "

لأجيبه باحترام

-" أعطنا أي شيء لنتناوله، سنأخذه معنا "

مد لنا بعض الفطائر و الحلوى، سوندويشين بسمك التونة المعلب، أخذناها بعد أن دفعنا الفاتورة لنتجه إلى حديقة عمومية

جلسنا على أحد المقاعد و أخذنا نتناول الطعام، لأقول لفارس بانزعاج مصطنع

-" أتعلم أنك أيقظتني من النوم ؟!"

إرتسمت ابتسامة ساحرة على ثغره، ليقول بصوت أشبه بالهمس

-" آسف لكنك أول شخص يقترحه ذهني حين أقع في المتاعب "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن