سمعت صوت رنين هاتفي، لأحمله بين أناملي متذمرة من الذي يتصل في منتصف الليل، ليردني صوت فارس على الطرف الآخر من الخط، بدا صوته مرتجفا و لم أفهم شيئا مما قاله، لكن من طريقة كلامه عرفت أنه ثمل
-" فارس أين أنت ؟! "
لم يجبني بل واصل كلامه الغير مفهوم
-" فارس أخبرني بعنوانك و سآتي لإيصالك "
أخبرني بعنوانه لأخرج دراجتي النارية و أركب عليها، ثم أضع الخوذة و أدخل هاتفي في جيب معطفي و أنطلق نحو فارس، ذاك الفتى ضعيف الشخصية، و مشاكله لا تنتهي، و حين تتراكم عليه يلتجئ للكحول و السجائر و الممنوعات
زفرت بحدة حين لمحته جالسا على رصيف الطريق شارد الذهن و بيده زجاجة كحول، تقدمت نحوه ثم سلبت الزجاجة من يديه، لأسحبه ليقف، نزعت الخوذة لأنظر في وجهه بحدة
-" ألا تلاحظ أنك تزداد غباءا مع مرور الزمن "
إبتسم بخفة، لينطلق في جولة بكاء طويلة، تنهدت لأجلس بجانبه على الرصيف، مددت له المنديل، ليمسح وجهه، ثم نظر إلي بطفولية مقوسا شفتيه قائلا
-" أشعر بالجوع "
ضحكت بخفة لأسير نحو دراجتي النارية و أضع خوذتي، و أمد له خوذة أخرى لأركب، و يركب خلفي، إنه طفل مهما كبر
اتجهنا نحو أقرب مطعم لندخل يقول صاحب المطعم بنبرة مستغربة
-" المطعم سيغلق الآن ... إنه منتصف الليل "
لأجيبه باحترام
-" أعطنا أي شيء لنتناوله، سنأخذه معنا "
مد لنا بعض الفطائر و الحلوى، سوندويشين بسمك التونة المعلب، أخذناها بعد أن دفعنا الفاتورة لنتجه إلى حديقة عمومية
جلسنا على أحد المقاعد و أخذنا نتناول الطعام، لأقول لفارس بانزعاج مصطنع
-" أتعلم أنك أيقظتني من النوم ؟!"
إرتسمت ابتسامة ساحرة على ثغره، ليقول بصوت أشبه بالهمس
-" آسف لكنك أول شخص يقترحه ذهني حين أقع في المتاعب "

أنت تقرأ
شبه حبيب [ مكتملة ]
Romanceمجموعة قصصية تضم : - لقاء مع الشيطان - A New Life - صديق بالتراسل - المجهولة - وحيدة بينهم - شبه حبيب قراءة ممتعة 😍❤