5

30 4 0
                                    


كان الخوف يحتل عينيه و ينظر في الأرجاء بشكل مرعب، ربتت على كتفه هامسة

-" إهدأ أنور، لا أحد سيؤذيك هنا "

عقد حاجبيه بطفولية ليقول بصوت مرتجف

-" و كيف سأثق بك ؟!"

أجبت بشرود

-" ليتني طرحت عليك هذا السؤال قبل أن تخذلني "

ظهرت علامة استفهام كبيرة على ملامحه لأتدارك ما تفوهت به و أقول

-" لا شيء مهم، عليك أن تثق بي أنور، عليك أن تمنحني فرصة لأساعدك "

تجمعت الدموع بعينيه ليقول بهدوء

-" حتى لو أردتِ إيذائي لن تنالي مرادك، ذاتا جسدي لن يتحمل طويلا فقد عبثوا به كثيرا "

إتسعت عيناي، تساءلت أيعقل أن يكون هناك أناس بقسوة لدرجة عبثهم بحياة آخرين و جعلهم فئران تجارب ؟! و الجواب كان هو ما دمنا نعبث بفئران التجارب التي تملك أرواحا أيضا فلم لن يحصل المثل معنا ؟ لم يكن الجواب مقنعا، بل كان بالنسبة لي غير مؤهل بتاتا لتبرير ما يفعله بعض ممن حملت لهم الحياة لقب " أناس " عن طريق الخطأ، فالإنسانية أسمى من أن يعرفوها، حاولت البحث عن أي شبه بين شخصية أنور الذي عرفته و هذا القابع أمامي، لكن لا شبه في ما عدا المظهر، أنور الذي عرفته كان يعشق الحياة، يهوى المغامرة، واثق بنفسه حد النرجسية، و حس فكاهته يأسر قلوب من يعرفه، و كل ما قلته

-" إرتح قليلا و لا ترهق تفكيرك، تذكر أن الأمور ستكون على ما يرام حين تستيقظ "

أومأ لي بهدوء ليستلقي على السرير، لحفته بالغطاء ثم جلست أقرأ كتاب " أحببتك أكثر مما ينبغي " للكاتبة أثير عبد الله النشمي، و بعد قراءة بضع صفحات رفعت رأسي لأجده نائما بسلام، فاستقمت و خرجت من عنده بهدوء، اتجهت صوب مكتب سارة ( سكرتيرتي ) لأقول بنبرة عملية

-" أريد أن يتم تجهيز غرفة أخرى لينتقل لها المريض ١٤١٦، إطلبي من عمال الطلاء أن يتم صباغتها بالأخضر، و لا أريد لشيء فيها أن يوحي بكونها غرفة مستشفى، اكتبي في التقرير أن هذا جزء لا يتجزأ من علاجه "

صمتت لبرهة أفكر لأردف

-" هل تعرفين الممثل تايغر شروف ؟"

أومأت إيجابا بابتسامة خفيفة لأقول

-" علِّقي إحدى صوره في جدار الغرفة بعد طلائها "

التفتت متجهة نحو مكتبي لأستقبل مكالمة من مدير المستشفى، عدت أدراجي لأدخل مكتبه الذي يقع في آخر الرواق، طرقت الباب طرقتين ليأذن لي بالدخول، لطالما كانت علاقتي طيبة به، فهو يعاملني كابنته و نجاحي المتواصل في العمل جعله يفتخر بي أكثر و يحترم قراراتي، جلست أمامه بهدوء لأقول كاسرة الصمت

-" هل طلبت حضوري سيد أحمد ؟"

-" بلى إليف، الأمر في ما يتعلق بغرفة المريض ١٤١٦، تعلمين هذا مستشفى ليس نزل "

إبتسمت بثقة لأجيب

-" أنت تعلم جيدا سيدي بأنني لا أقدم على أية خطوة دون سبب، إنها مرحلة مهمة ليستجيب للعلاج "

-" آمل ذلك إليف، و تعلمين أنني أثق بك، أتمنى أن تكون ثقتي في محلها "

أومأت له إيجابا لأستقيم خارجة من مكتبه .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن