3| مواجهة

12.2K 395 8
                                    

جلست عند طاولة الطعام، تلعب بشوكتها، لترفع عينيها تنظر إلى والديها، ليقول والدها كاسرا الصمت

-" سمعت أنك تحبين الموسيقى "

نظرت إليه ثم أدخلت لقمة في فمها، و حين تناولتها قالت

-" تخليتم عني لأني خرساء ؟! لأني أحب العزلة ؟! "

ساد الصمت، لا أحد استطاع أن يجيب، الجميع كان يتابع ما يحدث بهدوء، حتى تيم الذي يكره مسألة التحدث عند تناول الطعام، ليقول شاب بوقاحة

-" هناك من قال أنكِ تتعاطين الممنوعات "

ابتسمت بجانبية لتجيب

-" أوه حقا أخي منير، سمعت أنك جبان، سافل، تخلى عن زوجته من أجل عشيقته المخادعة...و أووه دعنا لا ننسى أن عشيقته هربت مع زوجها السابق...قصة حافلة بالأحداث "

ضرب السيد حسين بقبضته على الطاولة ليخرس الجميع، لتقول شقيقتها

-" أماني، أو أيا كان اسمك، هذا القصر ليس مثل ذلك الكوخ الذي عشت فيه، نحن هنا نعيش وفق قوانين ممنوع خرقها، و من بين تلك القوانين عدم التفوه بالألفاظ البذيئة و خاصة أثناء تناول الطعام "

ضحكت أماني بسخرية لتقول

-" عزيزتي ميرنا، هل أمك من علمتك هذه المبادئ و الأخلاق، دعيني أخبرك شيئا، أمك الحكيمة تخلت عن ابنتها بمجرد أن علمت أنها خرساء و تحب العزلة، أمك الخلوقة لم تشأ أن تهان بسبب طفلتها البريئة "

ثم استقامت بغضب و حطمت كل ما كان على الطاولة، كل ما كان على في تلك القاعة، قذفت بالمزهريات عرض الجدار، حطمت الصحون، كانت الأرضية مكسوة بشظايا الزجاج، لتقول بصراخ، و عينيها شديدتا الاحمرار

-" هذا ما علمتني إياه الحياة "

لتخرج من قاعة الطعام تاركة علامات الذهول على الجميع باستثناء تيم، الذي توقع ردة فعلها، ليقوم بهدوء و يخرج من المنزل، أخرج هاتفه من جيبه، ثم نقر عليه ليقول

-" سام، الآنسة أماني خرجت من القصر توا، ستتجه نحو الحي الصفيحي لتبتاع المخدرات، اتصل بهم و امنعهم من إعطائها تلك الممنوعات، و راقبها جيدا، لا تسمح لها أن تغب عن عينيك "

-" حسنا سيد تيم "

تنهد ليمسح جبهته بقلة حيلة ثم اتجه نحو الميناء الذي يحبه، و الذي يهبه السلام الداخلي

تنهد ليمسح جبهته بقلة حيلة ثم اتجه نحو الميناء الذي يحبه، و الذي يهبه السلام الداخلي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن