8

143 14 0
                                    


#Emily

حملت حقيبتي متجهة نحو الجامعة، ما لفت انتباهي هو هاري الجالس مع شقراء في ركن الحديقة، يبتسم بخفة و هي بدت سعيدة، قلبت عيناي بلا مبالاة لأنتبه لجيمين الذي يلوح لي، حاولت تجاهله قدر الإمكان لكنه ركض نحوي و سار بجانبي ليقول بمرح

-" كيف كان يومك ؟"

أجبته ببرود

-" جيدا إلى أن رأيتك "

جلسنا على العشب لآخذ كتاب رياضيات و أبدأ يحل بعض التمارين، ليقول بهدوء

-" هل أنتِ وحيدة دائما ؟"

إبتسمت بخفة حين تذكرت شيئا لأقول و عيناي مرتكزتان على ورقة ذابلة من الشجرة التي نجلس تحتها

-" لقد كان لدي صديق واحد فحسب ... مارك ... كان نصفي الآخر، نذهب للمدرسة معا و في وقت الفراغ نلتقي في مقهى حينا، مارك كان خير مثال على الصديق الحقيقي "

شعرت بالألم يجتاحني لأكمل

-" كان جارنا، لذا عرفته منذ ولادتي و كبرنا معا، لم نخفي شيئا عن بعض، و لا حتى تلك التفاصيل التافهة، لكنه في السنة الأولى بالثانوية بدأ يتغير تدريجيا، صارت تصرفاته غامضة، و غالبا كان يتجاهلني أو يجيبني بوقاحة حين أتفقد أحواله "

مسحت دمعة فرت من مقلتي لأردف

-" ذهبت في أحد الأيام لمقابلته كعادتي لتخبرني شقيقته أنه بالمستشفى، و أنه مصاب بمرض قد يأخذه من الحياة سريعا، انهرت حينها، و قالت بأنه لا يريدني أن أراه بذلك الوضع، لكن ما كنت لأستسلم، مسحت دموعي و حاولت أن أكون على طبيعتي ثم اتجهت نحو المستشفى، و ما أن أدرت مقبض الباب حتى ذبل كل ما كان مزهرا يوما في حياتي، كان الفراش خاليا و على المنضدة رسالة مرفقة بزهرة بيضاء كتلك التي اعتاد على إحضارها لي، لتقول الممرضة بأنه طلب منها أن تعطيها لي ... قبل أن تفارق روحه جسده "

أغمضت عيناي بقوة محاولة استعادة طبيعتي لأردف

-" لم أود الحصول على أصدقاء بعده، و كل من كانوا في حياتي مجرد سحب عابرة، بينما كان هو الثابت في حياتي، سنوات طوال مرت على وفاته إلا أن الأمر ما يزال غير هين تجاوزه "

______________

يتبع ...

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن