شبه حبيب [ مكتملة ]

القصة الرابعة : المجهولة

جلست على مقعد على رصيف الميناء بعد يوم مرهق من الدراسة، و أغمضت عيناي بقوة بعد يوم صعب، لقد كثرت الضغوطات، رغم أنني توقعت أن الانتهاء من الدراسة الثانوية ستكون بعده بعض الراحة و لن نضطر لبذل مجهود كبير في الجامعة، لكن كان الواقع عكس ما توقعته تماما، أدرس الطب النفسي في جامعة مرموقة بالعاصمة، و أشعر بالفخر بنفسي بعد العلامات الكبيرة التي حصدتها في عامي الأخير بالثانوية و الذي مكنني من الدراسة في تلك الجامعة التي لطالما تمنيت دخولها، لكن انشغالي بالدراسة أبعدني عن تكوين الصداقات و الاستمتاع بالحياة
فتحت عيناي بعد سماع صوت يخاطبني، لأجد شابة جميلة تجلس بجانبي، التفتت لها لأجدها تنظر إلى البحر بصمت، كانت نظرتها عميقة توحي بكون أحاديث طويلة بينها و بين أمواج البحر الغاضبة التي تصفع رصيف الميناء، لتقول بهدوء :" ستنتهي كل صعابك يوما و ستتيسر أحوالك فقط لا تقطعي ثقتك بخالقك "، كانت خصلات شعرها السوداء مربوطة في ظفيرة، و رغم محاولتها لجعلي آمل الحصول على نصيبي من السعادة إلا أنها بدت كئيبة جدا، لم أشح بنظري عن تلك الغريبة التي شعرت أن هذه ليست أول مرة أراها بها ، لأدرك أنها نفس الشابة التي تزورني كل يوم في كوابيسي، إنها الغريبة القريبة التي تزورني كل ليلة في كوابيسي لتنقذني منهم .