١٨

26 2 0
                                    


جلست في شرفتي أتناول الفطور، لتدخل مدبرة المنزل مستأذنة بدخول أحد يود رؤيتي، أومأت لها إيجابا لتدخل نازلي، استقمت ثم حككت رقبتي بتوتر، لتجلس أمامي و إبتسامة واسعة مرتسمة على ثغرها، رفعت حاجبي مستغربا لتقول

-" ما رأيك بجولة على الدراجة النارية ؟"

أومأت سريعا لتقول

-" لقد أخذت دراجة أخي خلسة ... غير ثيابك بسرعة "

دخلت غرفتي لأغير ثيابي و قلبي يكاد يخرج من مكانه، إبتسمت لنفسي باتساع في المرآة ثم خرجت للتي بانتظاري، صعدت الدراجة و صعدت خلفها، لكن المفاجئ أنني لم أتوقع قيادتها بسرعة قصوى، حتى كدت أعجز عن تنظيم أنفاسي، لم أظن أن ما سيسعدني لتلك الدرجة سيكون السبب في أحلك الأيام في حياتي

انتهى الأمر بنا في المستشفى، شعرت بأني السبب في كل ما حصل، لو فقط رفضت طلبها لما كانت الآن بين الحياة و الموت، وضعت رأسي بين يداي محاولا كبح الأفكار السلبية التي تداهمني، بكيت ذاك اليوم بحرقة، بكيت كما لم أفعل يوما، شعرت أنني لن أراها مجددا، أو أني لا أستحق أن أكون قريبا منها، لم يغمض لي جفن، بقيت أراقبها من الزجاج العازل، لعلها تستيقظ، لعلها تفتح عينيها و تنظر إلي، تجاهلت أسئلة عائلتها و جلست كتمثال يستحيل حراكه، طال غياب وعيها، يوم ثم بضعة أيام ثم أسبوع و اثنين، اتجهت نحو المستشفى ليبشرني الطبيب بخبر استعادتها لوعيها، هرعت نحو غرفتها، كانت شاردة تنظر للاشيء، أمسكت يدها بقوة لأهمس في أذنها

-" آسف "

لكنها لم تجب، شعرت بأنها صارت تكرهني، التفتت مغادرا ليوقفني صوتها

-" لا ترحل "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن