7

29 5 0
                                    

دلفت للمنزل لأسمع صوتا ينبعث من المطبخ، تقدمت نحوه لأرى إلين تعد العشاء، استغربت من مجيئها المتواصل للمنزل في الآونة الأخيرة، حمحمت لتقول دون أن تلتفت

-" تعلمين أن والدي لا يقبل مشاركتك في سباق الدراجات النارية، فلم أنت مصرة على عصيان أوامره "

رفعت حاجبي لأقول باستغراب

-" تراقبينني ؟!"

أمسكت بذراعاي لتركز عينيها على عيناي و تقول

-" كفى يا إيناس، كفي عن إخراج غضبك في ما قد يؤدي بحياتك للهلاك "

دفعتها عني بتمرد لأقول بصراخ

-" لولا قوانينه الصارمة ما كان أخي جواد ليسكن بعيدا عنا "

-" إيناس أنتِ لا تعرفين شيئا كفي عن التمرد دون سبب، جواد من اختار تلك الحياة، جواد مدمن حبوب هلوسة يا إيناس، هو خطر على المحيطين به "

-" لقد كنت على وشك علاجه، هو كان سيشفى، فمالذي جعلكِ تبعثينه لمصح آخر ؟! "

-" إيناس لا تتحدثي عن أمر لا تعرفين خفاياه "

-" هو كان السر في نجاحك، لولاه لما كنت الآن الطبيبة إليف المشهورة، أليس هو من كان يطلق عليك لقب إليف ؟ لكنك تخليت عنه، كلكم تخليتم عنه حين كان في أمس الحاجة إليكم، أنتم أنانيون "

شعرت بصفعة قوية في خدي الأيمن، لتتساقط دموعي، استدرت و فتحت باب المنزل لأخرج، جواد أخي الثالث، أصغر من إلين و أكبر مني، إختفى منذ سنتين و لا أحد يعرف شيئا عن مكانه أو سبب اختفائه عدا إلين و والداي، لطالما أبعدوني عنه حين كان في المستشفى حيث تعالجه إلين قائلين بأن ذلك لمصلحتي، ألا أستحق معرفة ما حدث على الأقل ؟ أو رؤيته لمرة واحدة على الأقل، نقرت على جرس نادي الفنون القتالية لينفتح الباب، دخلت بهدوء لألمح زميلي نصر، لطالما كنا مقربين من بعض، منذ أن أدخلني جواد للنادي، نصر عمره ثمانية عشرة سنة بينما أنا في السابعة عشرة من عمري، مع ذلك لم يؤثر اختلاف السن على صداقتنا، لكمته في معدته إنه نوع من التحية التي اعتدنا القيام بها، تظاهر بالألم ليقول بجدية بعد برهة

-" مسألة جواد أم مسألة سمير ؟"

قلبت عيناي بسخرية لأقول له

-" ما رأيك أن نتدرب ؟"

أومأ لي متظاهرا بالحماس لنبدأ بالتدرب على الملاكمة، كنت هشة جدا لدرجة أني لم أنتبه لضربته و لم أتصداها، وضعت يدي على ذراعي بعد استشعار الألم ليهرع نحوي بقلق

-" آسف إينو ... صدقا لم أتعمد ذلك "

إبتسمت بتكلف لأجلس على أرضية الحلبة و أدعوه للجلوس

-" لا بأس نوني لم تكن مؤلمة "

-" إينو الحياة لن تتوقف عند أول عثرة ... عليك أن تواجهي الأمور و لا تتهربي "

-" عن ماذا تتحدث ؟"

حاول كتم ضحكته ليقول

-" لا أدري فعلا اقتبست الجملة من أحد الأفلام "

-" يا لك من مغفل "

ضربته بقوة لنبدأ الضحك بهستيرية، كلانا مشتاق بشدة لجواد، و كلانا يتظاهر بالقوة أمام الآخر، إنه نوني، صديقي السري الرائع .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن