شبه حبيب [ مكتملة ]

8

#منظور_إلين

سرت بين شوارع تلك المدينة الهادئة و أنا أفكر في ما حدث أمس، لم أستطع كبح غضبي، لكن عليها أن تتوقف عن النبش في ما سيؤذيها، كيف عسانا نخبرها أن مثلها الأعلى قابع بين جدران السجن بعد ارتكابه جريمة قتل بسبب الهلوسة ؟!! تنهدت بخفة، لقد حاولت فعلا علاجه و كان الأمر يسير بشكل جيد و ما أزال عاجزة عن ربط الأحداث لمعرفة سر تلك الجريمة، تلقيت رسالة من والدتي تفيد بأنها عائدة رفقة والدي، إبتسمت بخفة فعلى الأقل سيتحكمون بتصرفات إيناس الطائشة

دخلت المستشفى، اتجهت إلى مكتبي لوضع حقيبتي و ملفات بعض المرضى، ثم خرجت متجهة نحو غرفة أنور، أدرت مقبض الباب لتقع عيناي عليه جالسا قرب النافذة، إلتفت ليبتسم لي بخفة و يقول بهدوء

-" كنتِ صادقة "

عرفت أنه يقصد شكل الغرفة و لونها الأخضر فابتسمت بلطف لأقول

-" إذن عليك أن تساعدني أيضا، ما دمت أفي بوعودي "

رمقني باهتمام لأردف

-" ما رأيك بسماع أغنية قبل بداية جلسة العلاج ؟"

بدا كأنه يحاول صياغة إجابة معينة، لأشغل أغنية Ed_Sheeran - Perfect 🎶🎵
لقد كان يخبرني باستمرار أنه يحب هذه الأغنية أكثر من أية أغنية أخرى، و أنها تبث السعادة بداخله، ابتسم بشرود و هو ينظر للامكان، لطالما استمعنا إليها معا في شرفة الثانوية، لكن اتضح أن ذلك الحب الذي كنت أراه في عينيه تجاهي لم يكن سوى انعكاس لحبي له، تنهدت بخفة ليقول بهدوء

-" كنت أستمع لهذه الأغنية مع شخص ما "

تلت جملته ابتسامة هادئه، سحبت عقلي في رحلة لا أضمن له منها من عودة، حمدت الله كثيرا لأنه لا يعرف غير أن لقبي إليف، فلو كنت أعمل باسمي الحقيقي لما حدث أي من هذا، تداركت ما يدور بخلجي، لقد ظننتني لا أود رؤيته مجددا لكن يبدو أن الكره بعد الحب شيء شبه مستحيل، قلت له بفضول

-" صديقتك ؟"

بدا أنه لم يحب الحديث عن الموضوع أكثر من ذلك فقال بهدوء

-" كيف عرفتِ أنني أحب هذه الأغنية ؟"

-" لم أكن أعرف أنك تحبها، وقع اختياري عليها عشوائيا "

كل تلك كانت مراحل كسب ثقته، فحين تكون العلاقة جيدة بين المريض و طبيبه تكون حينها مراحل علاجه سلسة، بينما حين يكون العكس فمن الصعب علاجه .