13

44 2 0
                                    


" كفكفي أدمعك يا صديقتي ! فما عدت أؤمن بكذبة ليلى و الذئب، لم يعد هنالك ذئب في الغابة يتربص بليلى حتى ينهشها، بل باتت هناك ليلى تشرع الأبواب و النوافذ لينهش الذئاب عفتها، و كرامتها المسلوبة ! أرجوك لا تحاولي إقناعي بأن هناك رجلا ما قد يرغمك على التنازل عن مبادئك و أنوثتك المصونة "

أغلقت ذلك الكتاب و وضعته على رف المكتبة، أنا لست نصفا، لن أكتئب بسبب خذلان من لا يستحق، اتجهت نحوه حين استجمعت طاقتي، كان جالسا مع نادين، فتحت حقيبة ظهري و أخرجت منها تلك العلبة الخشبية ثم وضعتها أمامه و كدت أغادر لولا أن استوقفني صوت نادين

-" يا لك من رخيصة لقد تخلى عنك و ما زلت تحومين حوله "

إبتسمت بخفة لأقول

-" أنا لن أجيبك الآن لأنك لن تفهمي كلامي لكن تأكدي أنني سأنظر إليك يوما بذات النظرة التي تنظرين إلي بها الآن، لكنني لن أجرحك كما فعلتِ توا بل سأقول لك كان درسا و انتهى "

نظرت نظرة خاطفة إلى سمير الذي كان صامتا و ملامحه باردة لا توحي بشيء، التفتت لأتجه نحو طاولة بعيدة عنهم، لكن أوقفني فهد الذي قال بصوت مرتفع ليسمعه سمير

-" الرجال متشابهون يا عزيزتي و وحدها الساذجة من تقول حبيبي مختلف "

لم أستغرب من حديث فهد معي فقد تعرضت لما يكفي من المفاجآت لكي لا أتأثر بعدها، ليردف

-" آسف لأنني شتمتك، و آسف لأنني قلت أنك لا تستحقينه، اتضح أنه من لا يستحقك، لم أقصد ما تفوهت به، أنت لست جميلة فحسب بل قوية أيضا، ربما لم أتوقع يوما أن أنهزم أمام أحد لكن أعترف أنني انهزمت أمام قوتك "

أومأت له لأنظر إلى أثر الضربة في خده و يده المكسورة، لم أتفوه بشيء بل خرجت بهدوء، اتجهت نحو الفصل الذي كان خالٍ، استندت على كتابي أنقر على الطاولة بعشوائية، لأسمع صوتا يخاطبني

-" إيناس مجد "

رفعت رأسي بهدوء، لأرى شابا وسيما، مرتديا قميصا أسودا به عبارة " king 👑 " و سروال جينز رمادي، و شعره مسرح بشكل يمنحه وسامة خاصة، حاولت تجاهل انبهاري بمظهره لأقول بهدوء

-" عذرا هل أعرفك ؟!"

ضحك بخفة لأقع أسيرة جاذبية تلك الضحكة ليجيب

-" لقد كنت أشاهد مبارياتك في سباقات الدراجات النارية "

جلس على المقعد بجانبي ليردف

-" أنا من أشد المعجبين بمهاراتك، و شخصيتك...استغربت من اعتزالك المفاجئ "

إبتسمت له بهدوء لأقول بصدق

-" والدي منعني "

-" الأستاذ الجامعي عزيز مجد "

إتسعت عيناي لأقول

-" تعرف الكثير عني !!"

ابتسم ليجيب بغرور مصطنع

-" لدي مصادري الخاصة "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن