١

167 11 0
                                    


30 ديسمبر 2017

إستيقظت من النوم بتثاقل، اتجهت نحو دورة المياه، و حين انتهيت عدت لغرفتي، حملت هاتفي بين أناملي لأجد رسالة فائتة، قضبت حاجباي مرددة في ذهني : " من قد يبعث لي رسالة في منتصف الليل "
كتبت كلمة السر ليفتح قفل الهاتف، فأرى حروف اسمه " م ج د " أغمضت عيناي بقوة، لأتأكد من كونه ليس حلما، و حين فتحتهما كان الهاتف ما يزال في كفي، زفرت بعمق لأضغط على صندوق الرسائل

[ رزان 😐 ]

نقرت على لوحة مفاتيحي لأجيبه

[ أهلا ]

لم يكن على الخط، لكنني تركت له الرسالة و عقلي يردد : [ لا بأس ذاتا لن يجيبك ]

غيرت ثيابي و غطيت خصلات شعري بالحجاب ثم حملت حقيبتي متجهة نحو المدرسة، ربما ليست الثانوية سيئة جدا، ففيها تعرفت على أروع الأصدقاء، لكن من ناحية الدراسة أجد الأمر محبط لأنني لم أعد في المستوى الممتاز الذي كنت فيه سابقا، مع ذلك لا أستسلم ببساطة، ما زلت أسقط لكنني لم أرتطم بالأرض بعد، بعد حصة شيقة في مادة الفلسفة، المادة الوحيدة التي لا نهاية لعشقي لها، اتجهت رفقة أصدقائي إلى مكان هادئ، لا يبعد كثيرا عن الثانوية، جلسنا هناك نتبادل أطراف الحديث طوال ستون دقيقة، ليعود كل منا لمنزله بعد ذلك ...

دخلت غرفتي و ألقيت بحقيبتي ثم ألقيت بجسدي على السرير بعد أن أطلقت سراح شعري، و أخذت هاتفي أتفقد صندوق الرسائل، لأستقبل رسالة من مجد

[ كيف حالك ؟ ]

[ بخير، الحمد لله، ماذا عنك ؟ ]

[ بخير الحمد لله، كيف هي أحوالك مع الدراسة ]

[ جيدة، لا يفصلنا الكثير عن نهاية الدورة الأولى، ماذا عنك ]

[ ما زلت في شعبة التسيير، و ما زلت أجدها مثيرة للاهتمام ]

[ بالتوفيق، ما هذا الغياب ظننتني لن أحادثك مجددا ]

[ رأيتك في منامي الليلة الماضية، و بعثت لك رسالة ما أن استيقظت ]

[ لو لم تراني في منامك ما كنا لنتراسل مجددا ؟! ]

[ أتعرفين كم من مرة أفكر بك و أود الحديث معك، لكن كنت أردد بأنك منزعجة مني بشدة، و لا تودين مراسلتي مجددا ]

[ فقط حذفت كل ما يتعلق بك و قررت التقدم ]

[ أستحق ذلك ... أخطأت في حقك ]

[ لكنني ما زلت لم أفهم السبب ]

[ لقد تراكمت علي المشاكل، فأخطأت في حقك، و أعترف بذنبي ]

[ و كيف حالك الآن ؟! ]

[ كانت فترة صعبة و انتهت، ذاتا لا شيء يستحق أن نقطع الصلة مع من نحبهم ]

تنهدت بعمق، أفكار متداخلة و أسئلة تتشابك في ذهني، بعضها تعذره و الأخرى تعاتبه، و ما بين الإثنتين سعيدة بعودته .

__________________________

يتبع ...

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن