١٠

31 4 0
                                    


طلبت منها بلطف أن تكمل سرد بقية الأحداث، فيعجبني الحماس الذي أراه على ملامحها و هي تحكي، وضعت مذكرتها جانبا لتقول

-" لقد رأى بوارو في تلك اللوحة التي رسمها أمياس ( الضحية ) شيئا مثيرا للاهتمام، كانت اللوحة مرسومة بإتقان لدرجة أنها أظهرت نظرة عشيقته، كانت نظرة وحش يريد الانقضاض على فريسته، لقد أحبته لكنه لم يبادلها، فرغم جمالها الساحر و جاذبيتها إلا أنه كان لا يحب سوى زوجته، و غيرها من النساء في حياته لم يكنن سوى نزوة، كان كل ما يهمه هو رسم تلك اللوحة، و حين سمعت عشيقته ذلك دست السم في كأسه، فقتلته، و بعد ستة عشرة سنة أمسكت عدالة السماء بتلابيبها لتجعلها تعاقب على ما ارتكبته "

أحببت تلك الرواية كثيرا، و لكن أكثر ما كان يهمني هو رأي ناز، لذا حاولت معرفة أفكارها حول ذلك، لتنظر إلى بعض القوارب على المياه الهادئة و بدت شاردة للحظات ثم قالت

-" بالطبع ما فعلته المذنبة كان خاطئا، لكن أحيانا أحلام المرئ حين تبلغ درجة معينة من الارتفاع و ترتطم بحدود الواقع فتتهشم يصبح الفرد في حالة لا وعي و تحكمه رغباته المكبوتة، فقد أوهمها أمياس بأنه سيطلق زوجته و يتزوج بها "

إلتفتت إلي لتبتسم و تقول

-" على كل حال هي مجرد رواية "

كانت تلك من أجمل الرحلات في حياتي، صحيح أنني ترددت على هذه المدينة لما لا يعد من المرات لكن هذه المرة كانت مختلفة بوجودها، و لكم تمنيت أن تخلد تلك اللحظات و لكن ليس كل ما يتمناه المرئ يدركه، لم أرها بهذه السعادة من قبل، و لكم شعرت بالفخر لأنني من أسعدتها

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن