16| صراعات

7.1K 307 2
                                    

دنت سلين من جسد أماني الذي تكسوه الجراح و آثار اللكمات، لتتمتم بحزن و نبرة عميقة

-" أنا آسفة "

لم يكن ذلك صوت ضميرها الذي استيقظ، و لا ندما، و لا حتى شفقة، بل كان ذلك شعورا مختلفا تماما، شعورا أقوى من كل تلك السابق ذكرها، كان شعور أم بالحزن على ابنتها التي تصارع الموت، كان صوت ما بداخلها يخبرها بأن أماني قوية و ستتخطى الأمر، لكنها لن تطمئن قبل أن تلتئم جراحها، تزامن ذلك مع دخول تيم الذي بالكاد تعرف على أماني، فوجهها مزين بالكدمات، إرتجف قلبه و اعتصر الألم صدره، لقد عرف أن هذا سيحدث عاجلا أم آجلا، لكنه لم يستعد لتحمل الأمر، إستقام الجميع في حضوره، عاجزين عن معرفة سبب لغضبه المفاجئ، و لم يجعل لهم مجالا للتفكير إذ طلب من مدبرة البيت أن تتصل بالطبيب، و راح يتنقل في قاعة الضيوف جيئة و ذهابا، و من الجيد أن الطبيب لم يتأخر لأنه كان سيقلب البيت رأسا على عقب

قال الطبيب بأسف بعد أن فحصها

-" لقد تعرضت لضربة قوية في الرأس، و حالتها حرجة، عليها أن تبقى في المستشفى إلى أن يتحسن وضعها "

مسح على رأسه بنفاذ صبر، و أقسم أن لا يغفر لذلك العجوز فعلته، و كان يعرف جيدا ما سيفعله، لقد كان الوقت لتظهر الحقيقة، و ليرى الجميع الوجه الحقيقي لهذه العائلة، كان يعرف أن دمار هذه العائلة تعني دماره أيضا، لكنه لن يهتم ما دام سينال كل ذي حق حقه، لكن لم يدرك أن فعلته ستحيي حقائقا دفنت و لا أحد عرف بها غير شخصين : سلين و مريم، هو لم يعرف بتلك الحقائق أيضا، لكن فتح الدفاتر القديمة يقود إلى اتضاح كل شيء، خاصة أن حبل الكذب قصير

و في ذلك الحين في مكان آخر، كانت سلين ممسكة بهاتفها و تتحدث مع مريم بتوتر شديد

-" ألم تقولي أنك ستبعدينها يا مريم ؟! ألم تقولي أنك ستخبرينها أنك والدتها و تبعدينها من هنا ؟! لكن يبدو أن خططك لم و لن تنجح أبدا "

لتجيب مريم بانزعاج على الطرف الآخر من الخط

-" لقد تحملت الكثير، لكن الكيل قد فاض، أنا لم ألد سوى طفل واحد، فجدي حلا لابنتك، لقد تحطمت حياتي كلها في سبيل حمايتك "

-" دور الملاك لا يليق بك، أنت لم تقومي بذلك دون مقابل، لا تنسي أنني تكلفت بعلاج ابنك، و لولاي لما هربت من زوجك السكير الفاشل "

-" لم يعد هناك ما يمكنني القيام به بعد الآن "

أغلقت مريم الخط بغضب، و كانت تعرف جيدا أن نهايتها وشيكة .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن