٧

32 3 0
                                    


أنهيت تعديل مظهري ثم وضعت نظاراتي المزيفة و غمزت لنفسي في المرآة ثم حملت تلك الروايات متجها نحو نازلي، أرشدتني موظفة الاستقبال إلى مكتبها، استقللت المصعد و صولا إلى رواق طويل، في نهايته باب عليه إسم نازلي، دنوت منه لأسمع ضحكاتها ممزوجة مع ضحكات رجولية، تشكلت قبضتي و طرقت الباب بضع مرات محاولا كبت غضبي، لأسمع صوتها يأذن لي بالدخول، إشتعل فتيل الغيرة ما أن رأيتها جالسة على كرسي مكتبها و يجلس مقابلها شاب يبدو بمثل سنها، مرتديا ثيابا رسمية، حمحمت لأقطع تأملي للموقف ثم تقدمت و صافحتهما لأجلس مقابل ذلك الشاب، تناولنا بضع أحاديث فرعية، و خلالها لم يكن ذلك الشاب الذي عرفت أن اسمه سيف يشيح ببصره عن نازلي، أعرف تلك النظرات جيدا، لكنها بريئة أكثر من أن تفهم ما يحدث حولها، تحكمت بالأفكار السلبية التي تغزو ذهني، و لم أشعر بالارتياح طوال تواجده معنا، و ما أن خرج حتى أخذت إحدى تلك الروايات لتلخص لي نازلي مضمونها، فرتبت مكتبها و جمعت بعض الأوراق التي كانت متناثرة عليه لتنظر إلى الغلاف لبضع دقائق ثم تبتسم قائلة بهدوء

-" عدالة السماء ... لقد أنهيت قراءتها مؤخرا "

إبتسمت باتساع متظاهرا بالتفاجؤ، رغم أنني أعرف ذلك مسبقا، وضعت الرواية جانبا ثم قالت

-" إنها تتحدث عن فتاة فقدت والديها أثناء صغرها و كل ما كانت تعرفه أن والدتها قد قتلت والدها ثم سجنت و ماتت و أغلقت القضية، لكنها كانت تشك بأن في القضية شيء غامض، و قررت البحث في الأمر مجددا ما أن تقدم حبيبها للزواج منها، فاستعانت بالمحقق السري الشهير هركيول بوارو، و رغم أن القضية قد أغلقت منذ حوالي ١٦ سنة إلا أنه لم يصعب على هركيول بوارو البحث فيها مجددا، و أجمع الشهود على أن الضحية كان رساما موهوبا و أحضر معه ذات يوم عشيقته لمنزله ليرسمها، فحدث شجار لفظي بينه و بين زوجته التي من المعروف أنه تزوجها عن حب، في المحكمة اعترفت الزوجة بأنها من أخذت زجاجة البيرة نحو زوجها، و لم تحاول الدفاع عن نفسها "

أوقفت السرد عند سماعها طرقا في الباب لتأذن للطارق بالدخول فتدلف شابة حاملة بضع ملفات و تقول برسمية

-" آنسة نازلي حان موعد الاجتماع، لقد وصل أعضاء شركة المواد الأولية "

-" حسنا رنا سألحق بك الآن "

نظرت إلي ثم إبتسمت و قالت

-" أراك مساء اليوم في المطعم التركي عند نهاية الشارع "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن