٥

28 3 0
                                    


جلست أتناول فطوري لأسمع صوت جرس الباب، فتحته لأجد والدي، ضيق عينيه و هو يتفحصني، ثم نظر إلي من رأسي حتى أخمص قدمي، ليقول بشك

-" هل أنت فعلا إبني براق ؟!"

رفعت حاجبي غير فاهم لما يرمي إليه، ليقول

-" قررتَ دراسة إدارة الأعمال رغم أنني حاولت إجبارك على دراستها بكافة الوسائل و لم تخضع لأوامري، صرت ترتاد المكتبة بالرغم من أنك لطالما اعتبرت الكتب مصدر ملل، أقلعت عن التدخين، و الخبر الأغرب صرت تكتب مذكراتا!!!"

ضحكت بقوة فالدهشة التي علت ملامح والدي كانت كفيلة بجعلي أكاد أنفجر من الضحك، ثم قلت بهدوء

-" إنه الحب "

إتسعت عينيه لأفهم ما يدور بخلده، فأحرك رأسي يمينا و شمالا، بالطبع لن يفعلها، لكنه ابتسم بخبث و اتجه نحو السلالم راكضا لألحقه بركض، فيصرخ

-" يا زوجتي العزيزة قريبا سيصبح لديك كنة "

توقفت مكاني و زفرت بحدة ثم أسرعت نحو معطفي لأخرج قبل أن أصبح في جلسة تحقيق، إبتسمت بخفة حين تذكرت كلمات والدي، ثم تخيلت نفسي ممسكا بيدها كان ذلك كفيلا ليجعل القشعريرة تسري في جسدي، ثم ركبت سيارتي الفيراري السوداء لأقود نحو المكان حيث تعمل عقلة الإصبع التي انتزعت السكون من فؤادي، و ما أن لمحتها خارجة من الشركة حتى قررت القيام بخطوتي الأولى، سأجعلها تعيش رواية رومانسية بامتياز، ارتديت نظارات طبية مزيفة، ثم حملت بضع كتب بوليسية و اتجهت نحوها لأصطدم بها و تسقط الكتب، و بالطبع فتاة طيبة مثلها لن تمضي دون تقديم المساعدة، تجاهلت دقات قلبي التي تتمرد من قرب ساندريلا مني، و قررت الإقدام على الخطوة التالية، فتظاهرت بالحزن

-" أووه لقد جعلتني أتأخر يا آنسة كان ما يزال لدي الأمل بإيجاد من يساعدني في تلخيص هذه الكتب، و الآن لابد أن ذاك الفتى قد رحل "

جلست على الرصيف لأخفض رأسي بحزن مزيف، لو رآني أصدقائي لصفقوا بحرارة لبراعتي في التمثيل، رغم أنني شعرت بكوني بالغت نوعا ما

إنحنت نازلي لتبلغ مستواي ثم قالت بصوتها الهادئ

-" أعدك أن أساعدك، لا تقلق بذلك الشأن "

رائحة عطر الورد التي تفوح منها جعلتني في حالة عدم توازن، عطر هادئ، أظن اسمه Des souvenirs d'amour أو شيء من ذلك القبيل، إبتسمت لها بخفة ثم شكرتها مرارا، لتمد لي برقم هاتفها، و تغادر

إبتسمت بانتصار ثم ضربت الجانب الأيسر من صدري بقبضتي و اتجهت نحو سيارتي بسعادة .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن