١٩

21 3 0
                                    


جلست بالقرب منها و أمسكت بيدها، لتبدأ بالبكاء بحرقة، لم أستطع جعلها تهدأ و لا حاولت ذلك، فاشل أنا في تهدئة الآخرين، خاصة من أحبهم، بدأت أمسح على شعرها بخفة إلى أن غفت
لم أستطع أن أنام، اتجهت نحو آلة صنع القهوة و أخذت كوبا منها ثم عدت لملازمة أميرتي النائمة، لكن ما خشيته قد حدث، كانت وسط طبيب و بضع ممرضات، و يدها مضمدة، لقد بدأ الاكتئاب بمهاجمتها و حاولت الانتحار، دخلت أختها الكبرى و وقفت عاجزة عن الحراك، ثم تلاها بقية عائلتها، لم أستطع تحمل ذلك المنظر، خرجت إلى الحديقة للجلوس بقرب والدها لأقول بهدوء

-" أحبها ... أحب ابنتك "

نظر إلي بحزن ثم عاد ينظر للاشيء ليقول

-" ستدخل في متاهة لا مخرج منها، ابنتي كانت مصابة بالتوحد في طفولتها، و قد تعالجت بفضل مراد، و نفس الذي كان له الفضل في علاجها تحول إلى سبب انتكاستها، عرفت أن هذا ما سيحدث عند عودتها "

حاولت تجاهل كل ما تفوه به لأقول

-" سأسعدها أعدك "

ربت على كتفي بخفة ثم استقام مغادرا، لن أسمح بأن تتأذى أكثر من ذلك، ليس و أنا على قيد الحياة، مسحت دموعي ثم إبتسمت لأتجه نحو موظفة الاستقبال للقيام بإجراءات خروجها، و حين انتهيت حملتها إلى السيارة، كانت ما تزال تحت تأثير المخدر، جلست بجانبها لأقود السيارة نحو المدينة التي ستبدأ فيها ناز أولى جلسات علاجها، مدينة السعيدية، ضحكت بخفة حين رأيتها تفرك عينيها بطفولية، ثم مددت لها كوب قهوة لتقول رافعة حاجبها

-" ما الذي حدث ؟!"

تظاهرت بالشر لأقول بخبث

-" لقد إختطفتك "

لتجيب بسخرية

-" أجل صدقتك "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن