١

70 5 0
                                    


#منظور_نازلي

وقفت في شرفة مكتبي بذلك المبنى الزجاجي الكبير، لتدلف السكرتيرة بعد أن أذنت لها بالدخول، و تقول بنبرة رسمية

-" لقد نجحت صفقة الأربعين مليونا آنسة نازلي، هل ما زلت تفكرين ببناء فرع ثانٍ في الشمال ؟"

ظلت كلماتها تتردد في مسامعي، هل أود فعلا العودة إلى مسقط رأسي ؟ هل أود العودة إلى حيث قضيت سنوات طفولتي و مراهقتي ؟ تهت في أفكاري، لأنتبه للسكرتيرة التي طال وقوفها أمامي، و أقول بهدوء عكس الضجيج الذي بداخلي

-" سنتحدث في أمر الفرع الثاني لاحقا، رجاءا جهزي قاعة الاجتماعات، سينعقد اجتماع مع السيد سيف الدين "

التفتت لتغادر بعد أن وافقت على تنفيذ أوامري، لأناديها

-" رنا ... "

إلتفتت لأعدل عن رأيي و أجيب بابتسامة خفيفة

-" لا شيء "

زفرت بحدة لأعدل مظهري، و أبتسم لنفسي في المرآة هامسة

-" حظا موفقا "

ثم خرجت بخطواتي الثابتة نحو قاعة الاجتماعات، حيث كان السيد سيف جالسا مع مساعديه، ليقفا عند دخولي، كان سيف الدين شابا في الثامن و العشرين من عمره، يكبرني بعامين، و قد تولى رئاسة شركة والده بعد مرضه، و هو رجل أعمال معروف في السوق بسبب جده في العمل و ذكائه، أما مظهره جذاب، بخصلات شعر سوداء و وجه وسيم بعينان عسليتان و ذقن شبه ملتحي، إضافة إلى بشرته الفاتحة، طال تشابك أصابعنا عند التصافح، فكانت مقلتيه تفحصان كل شبر في وجهي، ليقول برسمية

-" شرف لي لقاؤك آنسة نازلي بريم، لقد سمعت الكثير من المديح عنك، و من الرائع مقابلة شخص مثلك، مخرجة أفلام شهيرة، و سيدة أعمال معروفة "

إبتسمت له بخفة لأقول

-" الشرف لي سيد سيف نور "

جلست على مقعدي أتصفح بعض الأوراق، لتدلف رنا من الباب و يبدأ الاجتماع، كنت شاردة الذهن أكثر من أي يوم مضى، لقد تحققت أحلامي بالفعل، لكن ما يزال هناك شيء ناقص، ربما بسبب الماضي الصعب، إنتبه سيف لشرودي، و لاحظت انتباهه إلا أنني لم أصدر أية ردة فعل

و حين انتهى الاجتماع تصافحنا مجددا، كان ملخص ما حدث في تلك القاعة، أن اشترى مالك شركة بثلاث فروع في البلد عشرون بالمئة من أسهم شركتي، استغربت من قرار تحالف رجل أعمال معروف مثله مع شركتنا التي تعتبر بسيطة أمام شركته، إلا أنني قبلت التحالف معه، فذلك من صالح كلينا

#منظور_سيف

لم أستغرب من عدم تذكرها لي، ذاتا كنت مجرد زميل لها لا أكثر، و ما أكثر التلاميذ بالفصل في الجامعة، ازدادت ذكاءا، حدة، برودا ... و جمالا، استندت على مقود سيارتي، سأصبح قريبا منها... قريبا .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن