5

58 6 0
                                    


#Razaan

تقدمت و جلست على الكرسي مقابلها، لأبتسم بخفة و أحمل ملفها أقلب صفحاته بين أناملي، و للحظة شعرت بأن الحياة في جسدي قد توقفت، جف حلقي، و ارتعشت يداي، لأقرأ الإسم الذي كتب في الملف بصوت مرتجف متلعثم " نور "

رفعت نظري إليها لتمد يدها قائلة " سررت بمعرفتك آنسة رزان "، لم أكلف نفسي عناء التفكير في سبيل معرفتها لاسمي، بل مددت لها يدي لأصافحها، و الأسئلة تزاحمت في ذهني، لتقاطعني بنبرتها التي يغطيها البرود قائلة " إنها أنا "

عرفت فيما أفكر ! دار بصري في أرجاء تلك القاعة ليعود للاستقرار على عينيها، و كل ما استطعت التفوه به هو " كيف ؟! "

لم يتغير برود ملامحها، و لا نبرة صوتها، لتقول بعد أن فهمت أنني أريدها أن تكمل لي سرد ما حدث

-" هربت ... اختبأت في نفق قرب الميناء ... ظلام النفق كان أرحم من ظلام المجتمع ... قضيت هناك أسبوعا، أسرق بضع سمكات من قوارب الصيد و آخذها معي للنفق لأتناولها، لم يكن طعامها جيدا بالنسبة لي، لكنه كان يهزم الجوع "

توقفت عن السرد للحظات، شعرت بها تصارع ذكرى أليمة، لتردف

-" في إحدى الليالي حالكة الظلام، و بعدما رست قوارب الصيد، اتجهت كعادتي لسرقة بضع سمكات بينما خلد الصيادون للنوم، تقدمت من القارب لكن يدا أحكمت قبضتها على شعري، استدرت لأرى شابا يبدو في العشرين من عمره بالتقدير، لم أميز ملامحه جيدا، ألقى علي بالشتائم ثم قال شيئا كلن تنجي بفعلتك ليتضح أنه من معارف العجوز الذي أرديته، جرني من شعري بالقوة، ثم ألقى بي في سيارته الرياضية السوداء، لم أشعر بالخوف حينها، حتى أنني لم أنبس ببنة شفة، كانت مشاعري باردة كعادتها، و الدموع لم تكلف نفسها عناء مساندتي، كتمثال شمعي جلست على مقعد السيارة أنظر من النافذة، رغم أنني لا أرى سوى الظلام و أضواء الشوارع الخافتة، إلا أن ذلك كان أفضل من الإنتباه للوغد الجالس بالقرب مني "

قاطع حديث نور صوت طرق على الباب، لتدلف إحدى الممرضات معلنة أن فترة الجلسة قد انتهت، و أن مدير المستشفى يود الحديث معي، أومأت لها لتخرج و أعيد نظري إلى نور، ابتسمت لها بخفة لأخرج من الباب متجهة نحو مكتب المدير

أدرت مقبض الباب بعد أن أذن لي المدير بالدخول، لأتقدم للجلوس على الكرسي مقابل مكتبه، ليقول بنبرة استفهام

-" كيف كانت جلستك مع المحققة نور ؟ "

توقف ذهني عن العمل للحظات، ليردف

-" إنها أشهر محققة في البلد "

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن