#Emily
دخلت الجامعة بعد أن خرجت من السكن حاملة كتب الكمياء، سرت بين أروقة الجامعة بخطوات ثابتة، شعرت بكوني كائنا فضائيا يسير بين البشر، كانت الممرات مكتضة بالتلاميذ، و الضجيج في كل مكان، لا أحب كثرة الناس في مكان ما، فذلك يجعل من تنفسي صعبا، و يبعث بداخلي شعورا سيئا، خرجت من تلك الأروقة حين وجدت أخيرا السبيل إلى الحديقة
جلست على أحد المقاعد، و أخرجت رواية Black Swan من حقيبتي لقراءتها، فتحتها لأقرأ عدة صفحات لكن صوتا قاطعني
-" مرحباا أيتها الطفلة الكبيرة "
رفعت بصري لأرى ذاك الفتى، صديق جيجي، لأجيبه
-" أهلا هنري "
ليقول قاطبا حاجبيه
-" من هنري ؟ "
-" هنري أنت "
قال بغيض
-" إسمي هاري، و بالمناسبة لا أحب من ينطقه بشكل خاطئ "
-" لكنني لا أهتم لما تحبه، و يمكنني نطقه كما يحلو لي "
أغلقت روايتي و أدخلتها في حقيبتي لأدلف من بوابة الجامعة، فذاتا ستبدأ محاضرتي بعد بضع دقائق
دخلت القاعة، و جلست في أقرب مقعد شاغر، لا أحب حصص الكيمياء كثيرا، فهي مملة نوعا ما، لكنني مضطرة لاحتمالها، وجهت نظري لمصدر صوت الشخير الذي أسمعه، لأدرك أنه الشاب على يميني، مستغرق في النوم، قلبت عيناي بانزعاج، فصوته يجعل من مسألة تركيزي صعبة جداا، قررت أن أوقظه، فهززته بخفة، لكنه لم يستيقظ، لعنته بين أنفاسي، و حاولت مرارا بمختلف الوسائل، لولا شخيره لاعتقدته ميتا
لأنتفض عند سماع الأستاذ يخاطبني، قائلا بغضب :" إيميلي ران و بارك جيمين إخرجا من القاعة حاالا "
وقفت لأجمع أغراضي، لكنه كرر كلامه مجددا، لأقول بحنق
-" إخرس لقد سمعتك "
نظر إلي بحدة ثم قلبت عيناي بعدم اهتمام لأتجه للخارج، و بينما أسير بين أروقة الثانوية استوقفني صوت ذكوري
-" يا آنسة "
التفتت لأرى ذاك الشاب الذي كان نائما، ملامحه آسيوية، و لا يمكن الإغفال عن كونه وسيما، لكن لا يجب أن أنسى كونه السبب في طردي قبل قليل، لأقول له بحدة
-" إغرب عن وجهي "
ضحك بقوة، ليلحقني، ضيقت عيناي بانزعاج ثم أكملت سيري إلى تلك الحديقة، أحببت الجلوس فيها لو لم يزعجني هنري ذاك، و لا أظنني سأحظى بالهدوء الكافي ما دام النعسان الكسول برفقتي .
أنت تقرأ
شبه حبيب [ مكتملة ]
Romanceمجموعة قصصية تضم : - لقاء مع الشيطان - A New Life - صديق بالتراسل - المجهولة - وحيدة بينهم - شبه حبيب قراءة ممتعة 😍❤