9

34 4 0
                                    


غسلت وجهي بالمياه الباردة لأنظر إلى انعكاس صورتي في المرآة، شهقت حين لاحظت التغير الكبير الذي طرأ على ملامحي، شاحبة، و الهالات السوداء اتخذت مستقرا أسفل مقلتاي، لم أعد أهتم بنفسي أبدا، باتت حياتي أقل ما يقال عنها مملة، منذ أن ظهرت نور فيها و كل شيء بات أدهما كئيبا، قررت إيجاد حل مختصر لكل ما يحدث حولي فاتصلت بفارس و طلبت لقاءه، هو الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدتي، و تخليصي من حيرتي
ارتديت معطفي الأسود الطويل و سروالي الأسود كذلك ثم رفعت شعري تاركة بعض الوصلات تتدلى بعفوية، و حملت حقيبتي متجهة نحو مطعمنا المعتاد، ما أن رأيته حتى صافحته ثم جلست أمامه منتظرة ما أنا متلهفة لمعرفته، ليجيب بعد أن ابتسم بخفة

-" نور شمس، المحققة التي حصدت الكثير من الجوائز منذ بداية عملها إلى الآن، سجلها نظيف تماماً، تعيش في قصر قديم غرب المدينة، يقال أنه تم إيجاد جثة قبل سنين في ذاك القصر، فتم عرضه للبيع، و اشترته محققتنا الغريبة "

سألت بعد أن نال الفضول مني

-" ما سر تلك الجثة "

شاح فارس ببصره ناحية النافذة، ليقول بنبرة منكسرة عميقة

-" كانت تلك جثة صاحبة القصر، امرأة غنية، حسناء، عُرفت بصرامتها و جدها في عملها، قيل أنها طيبة، لكن لا أحد عرف شيئا عن ماضيها أو أي تفصيل بسيط عما كانت عليه قبل أن تصبح سيدة أعمال، كانت غامضة "

قاطعته مجددا بعد أن عجزت عن التحكم بفضولي

-" ما اسمها ؟ "

ليجيب بعد أن ابتسم بألم

-" إسمها إيسمين، تم تسميتها به تيمنا بشخصية في أسطورة إغريقية، كانت أميرة تنتمي لعائلة ملعونة، كانت ابنة الملك إديب "

مسحت وجهي بعنف، غير قادرة على التحكم بانفعالي، فأنا أكثر من يعرف أن نور لم تختر العيش في ذاك القصر بالذات عبثا، أعرف تماماً كونها تخطو كل خطوة لأسباب و أهداف، لكن قضية السيدة إيسمين جعلت المسألة أكثر تعقيدا، سألت فارس عن قاتلها لينفي برأسه فأتنهد " اللعنة " بالطبع لم يتم إلقاء القبض عليه، شكرت فارس لأخرج من ذاك المطعم، آخر شيء سأفكر بالقيام به هو حضور جلستي مع السيدة الغامضة " نور "، أعرف تماماً أنها تدرك كوني عرفت بهذه المعلومات، كيف لا و هي تدري بكل ما أقوم به، قررت الذهاب للمنزل و أخذ بعض الأقراص المهدئة، لعلي أنام .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن