بعد نهاية جولتهما للتسوق، قاطع حديثهما التافه صوت رنين هاتف تيم، ليوقف السيارة و يضرب المقود بغضب، و بالكاد فهمت من كلامه على الهاتف أن خالته تعرضت لمحاولة قتل، و ما فاجأها في الأمر أن له أقارب، قاد السيارة نحو المستشفى بسرعة، حتى أن أنفاس أماني كادت تنقطع، لكنها انقطعت بالفعل للحظات حين رأت تلك المرأة الممددة على سرير المستشفى، إنها تلك المرأة ذات الندبة في وجهها، إنها السيدة مريم، أمسكت رأسها بقوة بعد أن عجزت عن تحمل كل ذلك الألم الذي ينبع منه، و إلتفتت تركض نحو الخارج بسرعة، حتى أن تيم بالكاد أمسك بها، ليقول بقلق و هو يخاطبها
-" ما بك ؟! ما الذي أصابك فجأة ؟! "
فهم منها أنها تود التدخين، عرف أنها مدمنة، إضافة إلى شعورها بالألم في رأسها لكونها لم تتم علاجها بعد، طلب منها انتظاره، ثم دخل إلى المستشفى لمعرفة حالة خالته، ليعود إلى أماني و يمسك بيدها ليأخذها إلى حيث ركن سيارته، ركباها و قاد مبتعدا، قاد إلى أن وصل إلى مكان خارج البلدة، إلى جرف يطل على الشاطئ، أخرج ذلك الظرف الذي أعطته إياه السيدة مريم، و قدمه لها، ثم وقف ينظر إليها منتظرا معرفة ردة فعلها، ما أن انتهت من قراءة و تصفح تلك الأوراق حتى أعادتها إلى الظرف و جلست على الأرض، سكون أحاط بهما لدقائق، هو ينظر إليها و هي تنظر إلى الشاطئ، لتصرخ هي بأعلى صوتها، صراخ نابع من غضبها الشديد من كل ما يحدث، لم يحاول منعها من متابعة الصراخ، و لم يقل شيئا بل اكتفى بالجلوس إلى جانبها، يستمع إلى صراخها الصادر من حالتها الهستيرية، مسحت دموعها بعنف لتقول
-" إذن تلك المرأة خالتك و قد كانت تعرف بالخطر الذي يحوم حولها "
أومأ برأسه إيجابا، لتردف
-" أتعلم ؟ كنت أظن أن والدي قد تخليا عني بسبب إعاقة خلقية، و اتضح أنني لا أعرف شيئا، أنا لم أعد أفهم ما يحدث حولي، لم أعد أريد الانتقام، لم أعد أريد رؤية أوجههم، كل ما أريده هو الابتعاد "
ليقول ببساطة ممزوجة بانزعاج مكتوم
-" ألن تكفي عن الهرب من كل شيء ؟! ألم يحن الوقت بعد لتواجهي الواقع و تتحدي الصعاب ؟! أنت لست ضعيفة لكنك تحبين أن تتخذي دور النكرة المثيرة للشفقة "
لم تجد إجابة مناسبة، فاكتفت بالصمت.
أنت تقرأ
شبه حبيب [ مكتملة ]
Romanceمجموعة قصصية تضم : - لقاء مع الشيطان - A New Life - صديق بالتراسل - المجهولة - وحيدة بينهم - شبه حبيب قراءة ممتعة 😍❤