16

24 3 0
                                    


#منظور_إيناس

دخلت الفصل لأتجه نحو المقعد الأول، بعد أن أخبرني الأستاذ أن لكل تلميذ رقم ترتيبي، و كل واحد عليه الجلوس على المقعد الذي كتب فيه رقمه، ما أحببته في الفصل الجديد أنني أجلس بالقرب من النافذة، نافذة تطل على حديقة الثانوية، و التي فيها شجرة جوز كبيرة، منظرها ساحر فهي مزهرة بتلك الأزهار الصغيرة بالأوراق البيضاء، شردت في المنظر إلى أن سمعت صوتا يخاطبني، التفتت لأجده سام، إبتسمت له بتصنع حتى شعرت بفكي سيتمزق من فرط انغماسي في الدور، فابتسم و هو يقول بحماس طفولي

-" مرحبا أنا الرقم خمسة، جارك الجديد "

شعرت بوخز في ظهري لألتفت و أجده سمير، قال ببرود غريب

-" المعذرة هل يمكنك الاعتدال بالجلوس، أريد النظر للسبورة "

اعتدلت دون إجابته، ليقول سام باستغراب مصطنع

-" تعاملها كالغريبة رغم أنها كانت حبيبتك "

شدد على كلمة " كانت "، ليقول سمير ببرود

-" و ما شأنك أنت بي ؟"

ليجيب سام ساخرا

-" كل ما يتعلق بها و حتى ما كان يتعلق بها يعنيني "

طفح الكيل فصرخت في وجه سام بغضب

-" لا تتمادى يا هذا، معرفتك لبضع أمور عني لا يعني أنك مرتبط بي بأي شكل من الأشكال، أكره من يتدخل بي أو بحياتي، و لا مجال لفرض نفسك لأنني لم أعد مهتمة بتكوين أي صداقة لعينة "

إتسعت أعين الجميع لأنني نادرا ما أغضب، لذا صمتت بهدوء و التفتت للنافذة لأسمع صوته يقول بنبرة عالية

-" إسمعيني آنسة إيناس مجد، أو كما عرفتك المتسابقة رقم 16 التي حطمت أرقاما قياسية في سباقات الدراجات النارية، أنا لم أعرفك بين ليلة و ضحاها، بل منذ زمن، و لا تظني أنني أدرس معك في نفس الفصل و بالضبط بالجوار منك عن طريق الصدفة، أنت مخطئة عزيزتي، فأنا كنت قريبا منك منذ سنة و ثلاثة أشهر و أربعة أيام، كنت خلفك طوال الوقت، لكن قررت أخيرا أن أواجهك، أنا شرقي في حبي، متملك تجاه ما أحبه، و حين أحب تخضع جميع حواسي للفؤاد، لست رومانسيا، و لا أجيد كلام الشعراء، لكن حين أقول أنك تعنيني فأنا لا أكذب بذلك "

حملت حقيبتي و خرجت من ذلك الفصل، حصة أولى كارثية، كان قرار والدي في محله حين منعني من المشاركة في السباقات مجددا، إنه لمن الغريب أن يظهر شخص في حياتك فجأة و يقول أنه مهتم بك منذ زمن، أرى في ذلك دراما مفرطة .

شبه حبيب [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن