وسع فراس عيناه بخوف و قلق من حديث الآخر ، على الرغم من انه لم يفهم بالضبط ما يعنيه يزيد بأنه يحتضر !فراس : ماذا ... ت— تعني ؟!
يزيد بحزن : ان عمي راشد .. والد بدر ... لقد توفيه بسبب سرطان الرئه ... و كان من اعراضه .... انه يسعل كثيراً ... و يخرج الدم مع السعال ايضاً ..... و جدي كان مصاب بهذا المرض ايضاً و توفى بسببه .... فالطبيب اخبر عمي انه امر وراثي ! .... اظن بأنني ألحق بهم الآن ... انه دوري !
* ارتجف جسد فراس حينما سمع كلام يزيد ، الذي جعل قلبه يعتصر خوفاً على الآخر !
فراس : هل ذهبت الى المستشفى .... هل فحصت ؟!
يزيد : لا ... لم اذهب .
فراس بصدمه : لم تذهب ؟! .... هل زياد يعلم ؟!
يزيد نفى : لا احد يعلم سوى بدر ابن عمي ..... ارجوك لا تخبر زياد !
فراس تنهد : لن اخبره .... و لكن يجب ان تذهب معي الى المستشفى .
يزيد : لا احب المستشفى
فراس : و هل اخبرتك بأن تعانقها ؟! ... انها مستشفى ... للعلاج ... سوى احببت الأمر ام لا .... يجب ان تذهب !
يزيد : ان ذهبت ربما سيعلم زياد !
فراس : لن يعلم ... انا ايضاً لا اريده ان يعلم ... يكفي جنونه الآن ... فإن علم سيجن أكثر ! .... و لكن بشرط .... ان تذهب و تتعالج .... جلوسك هكذا يزيد حالتك سوءاً !
يزيد تنهد : اذاً لا يجب ان اعود لوالداي .... ان علموا سيحزنون ... دعهم يضنون ان زياد هو انا .
فراس تنهد : يزيد ..... لا ح على اي شخص ان يأخذ مكان الآخر ..... و ايضاً والداك يجب ان يعلموا بمرضك ...... لو حدث لك شيئاً و اكتشفت والدتك ستقتلني ! .... و خليل لا اتمنى ان اواجه غضبه ...... و ستحزن والدتك بأنها لم تقف معك عندما احتجتها فعلاً ..... ستنهار ان علمت بأنك كنت مريضاً و هي لم تعتني بك ! ..... انت لا تعلم كم هي متعلقةٌ بك ! ( ابتسم مع تمثيل العبوس ) انها تحبك اكثر مني ايضاً !
يزيد ابتسم بحزن ثم سقطت دموعه ما ان تحدث قائلاً : و زياد يحتاج للإهتمام ايضاً ! ..... هو لم يشعر بالإهتمام بعد وفاة والداي ! انا فقط من كان يتلقى الاهتمام .... منذ دار الأيتام ... كنت اتلقى الاهتمام من زياد ! ... كان يحرص ان لا اكون حزيناً .... يدافع عني دائماً ..... حتى ان كان يشعر بالتعب .... هو يلعب معي ان طلبت منه ذلك ! .... يعطيني حتى من طعامه ... اذا لم اشبع بعد !!!! ( ثم بكى ) و اعطاني العائله التي من المفترض ان تكون عائلته هو !! ...... اتعلم ، ان امي منال .... هي قد رأت زياد و ليس انا عندما أتت الى دار الأيتام، و زياد الذي احبته، ليس انا! ...... قالت الاستاذه لزياد بأن هناك أمرأه تريدك ان تكون ابنها ....... اتعلم ماذا قال لها ؟ ..... قال ان لم يذهب يزيد انا لن اذهب ...... و بعدها هو رآني كالاحمق ابكي ... و عندما علم بأنني اشتقت لوالداي و بأنني اتمنى لو املك عائله .... ضحى بسعادته ! .... و قال لي بأنه الاستاذه اخبرته بأن هناك أمرأه تريدني انا ! ..... و انا كالاحمق مرة اخرى طرت من السعاده ! و لم ابالي بزياد ! .... وافقت فوراً و تركته ورائي !!! .... ( بكى بقوه ) انا سرقت عائلته !! و حياته ! و سعادته ! .... ربما يجب علي الموت ... ليعود له كل شيء ؟!
* تأثر فراس جداً من حديث يزيد ، و علم الآن لما يزيد يتغافل عما يفعله زياد معه ! فربما هو يعتقد بأنه يستحق ذلك !!
فراس : يزيد ... انت لم تسرق عائلته ... انت هي عائلته ... و ما حدث ..... انه القدر .... ليس بسببك او بسبب زياد ! ما حدث مكتوب ، و كان لابد ان يحصل ! ... انت كنت صغيراً ... لا تدرك حجم قرارك ! .... و كما علمت من والدتك ... بأنك اصريت ان تدرس الجامعه هنا ؟! ... مما أدى ذلك القرار برجوع والداك الى هنا ايضاً ! .... و بالتأكيد انت عدت لتبحث عن اخاك ... أليس كذلك ؟!
أومئ يزيد بحزن : اجل ... و لكن—
فراس : لا يوجد لكن ..... انت بعدما كبرت ، اتخذت القرار الصحيح .... و هذا دليل على انك شخصاً جيد ....... و ايضاً انت تركت كل شئ و جعلت زياد يأخذ مكانك .. فقط ليسامحك!
يزيد : نعم ... لأنه هو من يجب ان يكون له عائلة و ليس انا !
فراس تنهد : انه القدر .... القدر يا يزيد !
يزيد : و قدري الآن ان اغادر الح—-
قاطعه فراس بحده : يزيييد ! قدرك بأنك مرضت ... لأن ذلك لا خيار به .... و لكن بيدك الاختيار ان تذهب للعلاج .... و الذي يحدث بعد ذلك هو القدر .... و لكن يجب ان تختار ما هو الصح و الانسب اولاً !
يزيد : اذاً كان يمكنني ان اغير القدر، ان اخترت زياد على العائله ، عندما كنت بدار الايتام !
فراس : كان سنك صغيراً .... و خياراتك لا تحاسب عليها ... و لا يجب على اي شخص ايضاً ان يحاسبك ! ..... و لكن خياراتك الآن انت محاسبٌ عليها ..... يزيد .... لا يجب ان تستسلم .... هناك من يحتاج لوجودك .... اخيك .. ذلك المغفل الذي لا يعي تصرفاته ! هو لن يحتمل حدوث امراً فاجعاً لك ! ... لا تنظر الى جموده و غضبه .... فهو يجيد التمثيل ! ... و مما لاحظته ... انه يحبك اكثر من نفسه !
يزيد صمت قليلاً ثم تحدث بقلق : و — ولكن ربما يأخذ العلاج وقتاً ... و ربما يجب ان اكون تحت الملاحظه لعدة ايام .... ألن يلاحظ زياد ذلك !
فراس : لا تقلق ...... ان حدث و اخبرنا الطبيب بأنك بحاجه ان تكون تحت الملاحظه .... انا سأتكفل بأمر زياد ! .... و لكن لما تأخذ انت مكان الطبيب و تستنتج النتائج و التحاليل ! ..... لنذهب اولاً و بعدها نفكر بماذا نفعل !
استقام فراس من مكانه ثم أكمل قائلاً : هيا ... استقم ... لنذهب الى المستشفى الآن .
يزيد رفع حاجباه : الآن ؟!
فراس بهدوء : اجل ... الآن .. هيا بسرعه
يزيد : و لكن ربما زياد سيعرف ... ربما يبحث عني و لا يجدني !
فراس : دعه يبحث ..... و ايضاً سيكون لي حواراً آخر مع اخيك غداً
يزيد بقلق : ل— لا تفعل له شيئاً ! ... ارجوك انا سامحته !
فراس : و لكن يجب ان يدرك خطأه ..... و الآن هيا تحرك .... انت تجعلني اكرر حديثي عن اخيك كل ثانية !!
استقام يزيد من مكانه بتردد : و لكن ان اخبرونا بأنه يجب ان أبيت في المستشفى ... انا لن اوافق .... لا اريد حقاً !
فراس ضحك على ملامح الاخر التي اصبحت طفولية : حسناً حسنا ... هيا ايها الطفل الصغير ... الذي يصغر اخاه بخمسة دقائق ( ضحك فراس جاعلاً يزيد يضحك ايضاً )
يتبع ....
هذا البارت الاخير لليوم ❤️
رايكم ؟
توقعاتكم ؟
دمتم بخير 💕💕
أنت تقرأ
توأم و لكن
Actionالتوأم زياد و يزيد توفيا والديهم بحادث سياره و لم يكن لديهم معارف مقربين جداً سوى عمهم الذي لم يستطع ان يأخذ مسؤليه تربيتهم و الاعتناء بهم ، لذا تم اخذهم الى دار الايتام و هم بعمر السابعه و عندما اصبحوا بعمر العاشره تم تبني احدهم من قبل اسرة غنيه ،...