Part 63

2.5K 140 49
                                    


غاص زياد بأعماق الماضي ، الى ان وصل الى اليوم الذي تم فيه الفراق ! فراق التوأم !  تذكر صباح ذلك اليوم ، عندما كان يلعب مع يزيد بالسيارات الصغيره ، كانوا سعداء مع بعضهم ، رغم حزنهم لفقدان والداهم !

الى ان دلفت الاستاذة لميس ، و بعدما قامت بمناداة زياد ، ثم ذهابه معها ، حديثها للآخر ، الذي لازال زياد يتذكره جيداً ! ، عودته لأخيه ، رؤيته يبكي حزيناً لأنه يتمنى بأن يحظى بدفئ العائله ، قراره في التضحيه ، اخبار اخيه عن منال ، سعاده يزيد التي رآها تشع بعيناه !  موافقه يزيد ، ركض زياد ليخبر الاستاذه لميس بذلك ، مساعدته ليزيد لإختيار ملابس جيده حتى يقابل منال ! ذهاب يزيد للتحدث مع منال ، وضع يزيد ملابسه في الحقيبه بمساعده الاستاذه لميس ، اعطاء يزيد لزياد لعبته ! ، خروجه من الغرفه ، ثم من دار الايتام ، وقوف زياد عند النافذه ، ينظر الى يزيد يخطوا مع العائله التي اختارها بأن تكون عائلته ! ، ركوب يزيد في السياره ، انهيار زياد في البكاء !  بكاءه طوال الليل ايضاً ! انتظاره في الصباح عند باب غرفه المديره !  اخباره بأنه قد سافر ! ( بكى زياد عندما تذكر كل هذه المشاعر ) حزنه و صدمته التي لا يرقب بتصديقها ! رفضه في التحدث الى يزيد ! ذهابه الى غرفه الطعام ثم سكب الحليب على احد الاطفال لأنه قال بأن زياد قد رحل عنه!  و من هنا اصبح زياد ..... على ما هو عليه الآن !

عادت له مشاعر الطفولة ، المشاعر التي احسها عندما ذهب يزيد ، هو لم يكن يفهم كيف يشرحها ، و لكن الآن هو يستطيع شرحها جيداً

زياد تحدث الى عماد الذي ينظر إليه : الخوف ! هذا ما كنت اشعر به .... على الرغم من كثره الاطفال في الميتم و المدراء و الاساتذه ! إلا إنني شعرت بأني وحيداً عندما ذهب يزيد ! كنت ابكي كل يوم تحت غطاء الفراش! استيقظ و روحي قد انهكت من البكاء، لم تكن لدي طاقه للضحك ، او اللعب ، او مصادقه احد ايضاً ! كان يزيد يحتل جميع مشاعري ! هو كان جزءاً من روحي ، و عندما اختفى هذا الجزء ، مُت و انا على قيد الحياه ، عندما يسألني اي طفل هناك .. اين اخاك .... لماذا ذهب و انت لا .... كنت اغضب بشده ...  و اضربه بشده ايضاً ! إلى ان اصبحت افرغ غضبي عن طريق الضرب ! كبرت ، و كنت كل يوم اقول لنفسي ، ان عاد يزيد ، لن استقبله ، و سأتجاهله ، سأبين له بأنني لا اعرفه و قد نسيته !

و لكن قبل النوم ، كنت اتراجع عن كل تلك التهديدات و الافكار التي وضعتها برأسي ، و ابكي و اقول "  بأنني كذبت ، انت عد فقط و انا سأستقبلك بالأحضان ، لن اضربك ... انت الوحيد الذي لن اضربك ابداً "

كنت اترجى عودته ، خوفاً ان انام و يتحقق ما قلته بالصباح بشأن عدم رغبتي به ! ( ادمعت عيناه ) انا شعرت بسعاده لم اشعر بها طوال الثمانية سنوات عندما رأيت يزيد امام باب المنزل ! كنت سعيداً جدا جدا ! و لكن ، كنت خائف !  لا اعلم لماذا ! و لكن شعرت بأنني لا اعرفه ! حزنت كثيراً ! لأننا لم نكبر معاً ! غضبت فجأة و تشاجرت معه ، و اخبرته بأنني لا اعرفه ! هو بكى و ابتدأ بالاعتذار ! و انا ايضاً بكيت ! و لكن ليس امامه !  لم أود ان اظهر له ضعفي ! و لم اود ان ابين له كم انا احتاج لوجوده ، و لازلت لا استطيع تحمل فراقه ! فأنه لم اتخطى بعده بعد ! 

توأم و لكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن